أكد محمد مدني، أستاذ العلوم السياسية، أن الصراع بين حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة حقيقي ولا ينبغي تبخيسه، وأضح مدني أن جوهر الصراع نابع من رهانات موضوعية مشتركة، منبها إلى عدم الاستهانة بها واعتبارها مجرد خدع عابرة. وقال مدني، في حوار تنشره التجديد لاحقا، إن الاستقلال رهاناته مرتبطة بالوطنية والتعددية وغيرها، بينما يريد الأصالة والمعاصرة إلى وطننة الوطنية وجعلها رهانا مرتبطا بالدولة فقط، إضافة إلى اختلاف الرهانات السياسية والاجتماعية بين الحزبين. وقلّل مدني من أهمية القطب الليبرالي الاجتماعي الذي يتم التسويق له، واعتبر أن ذلك ليس جديدا، إذ تم الرجوع إلى الليبرالية في بداية الثمانينات، مع تأسيس الاتحاد الدستوري، إذ كانت الليبرالية في مرحلة مدّ، وكانت الرياح تهب باتجهها، عكس اليوم. بل الجديد هو سعي أطراف سياسية إلى عزل العدالة والتنمية بعدما أثبت قوته، في الانتخابات التشريعية 2007 ثم في انتخابات .2009 وشدّد مدني على معطى التحالفات لفهم ما يجري، لأن التحالفات لا تتم خارج الحزب، بل تتم داخله أولا، وذلك هو ما يفسر التصريحات المتناقضة أحيانا لقيادة هذا الحزب أو ذاك، وكذا استراتيجيات الدولة والأحزاب في الاستفادة من المخاض الذي يجري داخل كل حزب. وأكد مدني، في هذا الصدد، أن ما يجري حاليا في المشهد الحزبي من تفاعلات مرتبط بإرادة صانع القرار السياسي، الذي لا يزال يبحث عن توازن جديد، بعدما أكدت انتخابات 2007 انتهاء التوازن السابق. وأوضح الباحث السياسي أن عدم تقدم الأصالة والمعاصرة لقيادة القطب اليبرالي يؤكد وجود تراجع عن مخطط سبق أن أعلنه. واستهجن مدني القول بأن الحياة الحزبية في المغرب تسير وفق مخططات مسبقة، بل هي-حسبه- نتيجة ممارسات متناقضة واستراتيجيات متعارضة، وقال يجب أن نكون أغبياء حتى نصدق الخطاب الذي يجري تسويقه حول التقاطبات.