رأينا في الحلقة السابقة، من خلال خلاصات دراسة علمية، أن سوء تدبير التعامل مع الانترنيت يمكن أن يؤدي إلى الإدمان والاكتئاب وسلوكات اجتماعية شاذة. ومن الطبيعي أن يثار السؤال حول الإجراءات الوقائية الأساسية للتعامل مع الأنترنيت خاصة مع الأطفال. نجد في هذا الصدد أن التوجه العام للخبراء والمربين في هذا الموضوع يركز على توجيهات نجملها في خمسة كما يقدمها الموقع الرسمي الفرنسي وهي: أولا: لا ينبغي ترك الأطفال يبحرون وحدهم على الانترنيت، بل لابد من مصاحبتهم. كما لا ينبغي تركهم في خلوة مع النيت أو وضع أجهزة الحاسوب المرتبطة بها في غرف نومهم لذلك ينصح بوضع الحاسوب في فناء المنزل أو في غرفة الجلوس وفي أماكنة مكشوفة. ثانيا: ينبغي التحكم في الولوج إلى الحاسوب المرتبط بالشبكة في غياب الآباء أو حين يترك الأطفال لوحدهم في البيت، وهو ما يفرض اعتماد كلمة السر الخاصة بالآباء. ثالثا: بناء علاقة حوارية مع الأطفال تمكنكم من معرفة كيف يبحرون على الشبكة العنكبوتية، ما هي المواقع التي يترددون عليها، ما هي الأمور التي تزعجهم، ما هي القضايا التي تثيرهم أكثر، ما الجديد عندهم، ... وينجح الحوار حين يستطيع الآباء تحويل العلاقة: آباء- شبكة - طفل إلى عالم مفتوح بين الآباء وأبنائهم. رابعا: تربية الأطفال على الحذر من خلال قواعد بسيطة مثل: عدم التواصل مع الغرباء، عدم الالتقاء بغرباء الشبكة دون إعلام الآباء، عدم ترويج المعلومات الشخصية من عناوين وهواتف وأسماء وصور... خامسا: تثبيت برامج حماية الأطفال من المضامين الخطرة في الحاسوب، وهي برامج متوفرة بالمجان على الشبكة، و تمنع الولوج إلى مواقع يمكن تحديدها أو تمنع البحث عن كلمات خاصة، أو إرسال المعلومات الشخصية عبر الشبكة،... وكيفما كان الحال فاللجوء إلى تقني ذي خبرة في المجال يمكن أن يساعد في حل المشكل. لكن كيفما كانت مكونات نظام الرقابة على تعامل الأطفال مع الشبكة العنكبوتية تكون أنجع وسيلة هي نسج علاقة حوارية وشفافة معهم وتوعيتهم بمخاطر التعاطي العشوائي مع الشبكة وتأثيرات التعاطي مع بعض القضايا عل صحتهم النفسية والعقلية والسلوكية. (يتبع)