تردَّدَت أنباء في لبنان، عن قيام السفارة الأمريكية ببيروت بالسعي للحصول على معلومات حساسة عن وضع شبكات الهاتف الجوال، وهو ما أثار شكوكًا من حزب الله. وتأتي شكوك حزب الله من إمكانية استخدام هذه المعلومات في الدخول إلى شبكة الاتصالات، وتعقّب شخصيات لبنانية من قِبل الاستخبارات الأمريكية، كما أثارت أسئلة نيابية عن نمط التعاطي بين السفارة والإدارات الرسمية اللبنانية، خلال اجتماع خاص عقدته اللجنة النيابية المختصة، التي استدعت جميع المعنيين بهذا الملف، ما عدا الجانب الأمريكي، "لكونه خارجًا عن نطاق صلاحياتها". وقد عقدت لجنة الإعلام والاتصالات جلسة برئاسة النائب فضل الله، وحضور وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، ووزير العدل إبراهيم نجار، ووزير الاتصالات شربل نحاس، ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل، بصفته وزيرًا سابقًا للاتصالات، والمقرّر الخاص زياد القادري، وأعضاء اللجنة، كما حضر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ومديرا شركة «ألفا» و«MTC »، وعدد من موظفي الشركتين اللتين تديران قطاع الهاتف الجوال. وقال النائب فضل الله لصحيفة "الشرق الأوسط": إن اللجنة وضعت يدها على الملف، بعد ما أثارته وسائل الإعلام، وهي تعمل على التدقيق في المعطيات، من خلال وثائق طلبتها من الإدارات المعنية، معتبرًا أنه "لو تَمَّ التثبت من صحة ما نشر رسميا، فإن هذا يشكل مساسًا بالسيادة الوطنية على يد جهة أجنبية تطلب معلومات عن محطات الاتصال، بكل ما في ذلك من مخاطر على أمن البلد وسيادته"، مشيرا إلى أنه "من المفيد جدا إبقاء هذا الأمر في إطار المناقشة المسئولة، وبعيدًا عن أي حسابات سياسية، لأن الجميع معني بصون السيادة والأمن الوطني، وحماية حريات المواطنين". وفي المقابل، اعتبر مسئول منطقة الجنوب في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن ما كشف عنه من أجهزة تجسس أمريكية تتنصت على كل اللبنانيين، هو شاهد جديد على انتهاك أمريكا للسيادة اللبنانية، مشيرًا إلى أن شبكات التجسس الأمريكية، التي تعمل في كل المناطق، إنما تتبنى أهداف الموساد الإسرائيلي. وطالب الشيخ قاووق بأن تعمل الأجهزة الأمنية اللبنانية على تفكيك هذه الشبكات، أسوة بشبكات التجسس الإسرائيلية، لأن "السي آي إيه" والموساد وجهان لعملة واحدة. واعتبر عضو كتلة نواب الحزب، نواف الموسوي، أن طلب السفارة الأمريكية "اختراق أمني خطير، ولو أن وزيرًا آخر غير الوزير جبران باسيل، كيف كان بنا أن نعرف بالأمر؟! وهذه من حسنات حكومة الوحدة الوطنية"، ورأى الموسوي أن "المخابرات الإسرائيلية، حين كانت تبدأ في تجنيد العملاء، كانت تقدم نفسها على أنها مخابرات أمريكية، تلك التي تنشط في لبنان بعشرات المرات عن المخابرات الإسرائيلية، التي تتشارك معها في المعلومات".