تعتزم منظمة التجديد الطلابي تنظيم المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي في دورته الثانية عشرة، بمدينة تطوان، منتصف شهر مارس الجاري، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والسياسيين والمبدعين من داخل المغرب وخارجه. وأكدت اللجنة التنفيذية للمنظمة في بلاغ لها، توصلت التجديد بنسخة منه، أن الدورة المزمع تنظيمها في 14 مارس 2010، ستدور محاورها حول موضوع الإصلاح، واعتبر محمد لغروس المشرف على الدورة الثانية عشرة من المنتدى أن أهم معالم موضوع وبرنامج المنتدى تتجلى أساسا في المحاور الكبرى التي تشكل العمود الفقري لهذا المنتدى، والمتجلية أساسا في المحور الافتتاحي، والذي يحاول أن يستعرض تجارب عدد من الهيئات الطلابية والشبابية في الإصلاح من داخل المغرب وخارجه، فضلا عن تجارب عدد من العلماء والمفكرين والفاعلين السياسيين والحقوقيين. وأكد لغروس في تصريحه لالتجديد أن المنتدي يتعرض للمحور السياسي والدستوري عبر طرح سؤال الإرادة والمضمون، وكذا عن التعليم ومركزيته في الإصلاح، بالإضافة إلى استعراض الوظيفة الإصلاحية للفن، وكذا الإصلاح الديني بين الحاجة المجتمعية والإرادة السياسية، وكذا للمعالم الاقتصادية والاجتماعية للإصلاح. وأبرز محمد لغروس، في معرض حديثه عن المنتدى الوطني، أنه ينطلق من التراكم الذي قطعه المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي خلال ما يفوق عقدا من الزمن وما رسخه من قواعد في الحوار والسجال وتبادل الأفكار والنقاشات، وكذا كونه فضاء شبابيا طلابيا يطرح الأسئلة المقلقة والحرجة المرتبطة بواقع الجامعة والوطن والأمة. ويرى المشرف العام على الدورة أن من ضمن مميزات دورة الإصلاح تطلعها إلى استحضار وتتبع المشاريع الإصلاحية والنهضوية عبر التاريخ، وخاصة تاريخ الأمة الإسلامية، بغية الاستيعاب والتركيب والتجاوز، ولما لا التطوير ومواصلة الدورة الحضارية، مع التجند بكل آليات النقد والتسديد والمراجعة، كما أن من مميزاته يضيف لغروس قضيته المرتبطة بالإصلاح، وهذه القضية أملتها وقائع وأحداث ومسارات عدة اجتمعت بعد تفكير هادئ في شكله وساخن وحاد في مضمونه على اختيار هذا الموضوع الذي تؤطره عدد من الأسئلة المقلقة حول وجود إرادة حقيقية للإصلاح، وحول مصداقية إصلاح ما يزال ينتج حتى اليوم كل معالم الاحتكار للسلطة والثروة والمعرفة وإنتاج القيم، كما نتساءل عن إصلاح يعزز حالة اللاعقاب واللامحاسبة، وكذا عن إصلاح أصبحنا نرى فيه إعادة إنتاج آليات التسلط والقهر، وإصلاح تجدد فيه السلطوية والاستبداد والعبث الساسيين بآليات تبدو أنها ديمقراطية. وفي طريقة تعاطي المنظمة مع موضوع الاصلاح قال لغروس: إن المنظمة تعيد الوهج والمعنى لمصطلح سامي ونبيل أصبح يعيش في مغرب اليوم حالة من التمييع والاستخفاف، أصبح يحيل معها على حالة من الفوضى والارتجالية سلخته عن حمولته العامة ومرجعيته القيمية الفاضلة والنبيلة، بشكل أصبح معه يعبر عن قناعات متغربة وعن هوية دخيلة ومبتذلة في أحايين كثيرة. وحددت المنظمة للمنتدى في دورته الثانية عشرة ,12 الذي سينعقد في الفترة الممتدة بين 14مارس 2010 إلى غاية 20مارس2010م برحاب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان. شعار لا إصلاح بدون جامعة وطنية وقيم مرجعية، ومصداقية سياسية. كما ستعرف الدورة مشاركة وفود عن الجامعات المغربية وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وحركات طلابية من دول إسلامية شقيقة، ويضم البرنامج محاور عديدة حول الإصلاح، من بينها دور العلماء في الإصلاح، و الإصلاح بين متطلبات الداخل وإملاءات الخارج، والإصلاح السياسي والدستوري، والوظيفة الإصلاحية للفن.