أعلنتم عن فتح مباراة أمام الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراستهم في تركيا، ما هو الإطار العام لهذه المبادرة؟ الإعلان عن مباراة مفتوحة أمام الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراستهم في تركيا يأتي في إطار العلاقات الثنائية بين المغرب وتركيا، والتي تزداد قوة يوما بعد يوم، وخاصة في المجال الاقتصادي، إذ يتنامى الاستثمار التركي في المغرب باستمرار، وفي المجال الثقافي، الذي سنتوجه قريبا بفتح مركز ثقافي تركي في الرباط، سيكون من بين اهتماماته تدريس اللغتين التركية والعربية. ونراهن في تمتين علاقات التعاون بين البلدين على التعاون في المجال الدراسي. لذلك بدأنا تجربة المباراة المفتوحة في وجه الطلبة السنة الماضية. كما فتحنا 4 فروع مدارس الفاتح تضم لحد الآن حوالي 1183 تلميذا في كل من الدارالبيضاء وفاس وطنجة وتطوان، ونحن عازمون على تطوير سياستنا في هذا المجال بشكل أفضل. وفيما يتعلق بالتعليم الجامعي تستقبل تركيا الطلبة من حوالي 127 دولة مختلفة، ويبلغ عدد الطلبة الأجانب فيها زهاء 20 ألف طالب. وتراهن وزارة الثقافة في تركيا على الزيادة المستمرة في هذا العدد بما يضاهي ما هو عليه في الدول المتقدمة الكبرى. ما حجم التعاون التركي المغربي في هذا المجال، وماذا عن ظروف الدراسة في تركيا؟ مقابل 81 طالبا تركيا في المغرب يبلغ عدد الطلبة المغاربة المسجلين حاليا في الجامعات التركية 53 طالبا ضمنهم 9 طالبات. ويتابعون دراستهم في تخصصات مختلفة منها الطب واللغات والرياضيات والهندسة والسمعي البصري والتسيير ... ولا يجد الطلبة الأجانب في تركيا أي صعوبات، فجميع التخصصات موجودة والدراسة تتم باللغتين التركية والإنجليزية بشكل عام وبالفرنسية في جامعة غلاطاسراي بإستانبول. والدراسة غير مكلفة من الناحية المادية كما هو الشأن في كثير من الدول. وسياسة الدولة تفتح المجال لكثير من الفاعلين لتقديم الدعم للتعليم الجامعي، إذ تشجع الدولة الشركات ورجال الأعمال على تقديم الدعم مقابل إعفاءات ضريبية، كما أن وزارة الأوقاف بدورها تنشط بشكل فعال في هذا المجال، بالإضافة إلى المجتمع المدني. كما أن هناك خدمات تقدم للطلبة في إطار المساعدة، وتتعلق مثلا بالمرافقة التي تبدأ من المغرب وتستمر طيلة الدراسة، والمساعدة في السكن وغير ذلك. ما هي الفلسفة التي ترتكز عليها سياسة التعاون التركية في مجال التعليم الجامعي، وما هي آفاقه بالنسبة للطلبة المغاربة؟ سياسة التعاون التركي في مجال التعليم تهدف إلى اختيار الطلبة النبهاء والمجدين والمحبين لوطنهم، والذين يمكن أن يعطوا القدوة في حب وطنهم والجد في طلب العلم. نريد أن يكون الطلبة المغاربة في تركيا من عوامل زيادة حب الأتراك للمغاربة. والالتحاق بالجامعات التركية يتم بناء على امتحانات التسجيل، وهي مشتركة بين الجامعات التركية، وتتم على أساس امتحان من 80 سؤالا لخبرة الذكاء والبديهة ضمنها 45 سؤالا بسيكو والباقي رياضيات، ويستغرق 90 دقيقة وينظم في 16 ماي من كل سنة. وحتى نساعد الطلبة فإننا نزودهم بالامتحانات السابقة للتمرين عليها والاستئناس بها. وبالنسبة لآفاق الدراسة في تركيا، فهي كثيرة وواعدة، فزيادة على تحصيل العلم والمعرفة فهناك في المغرب سوق للشغل تركية حديثة ومتنامية وواعدة. فالشركات التركية في المغرب كثيرة وأغلب رجال الأعمال الأتراك في المغرب يبحثون عن حاملي اللغة التركية.