اندلعت مواجهات دامية بين فرنسيين من أصول مغاربية والشرطة في مدينة بربينيون الفرنسية قرب مرسيليا (جنوب) عقب مقتل أحد المغاربة برصاص انطلق من سيارة مجهولة. ويأتي هذا الحادث الذي وقع الأحد 29-5-2005 ليؤجج المصادمات التي تشهدها المدينة أصلا منذ أسبوع بين العرب والغجر، والتي اندلعت عقب مقتل مواطن مغاربي ثان على يد غجر، مما أدى لتنظيم مسيرات ومطالب بإقالة رئيس بلدية المدينة الذي اتهم بالتحيز للغجر. وقالت مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها لإسلام أون لاين.نت يوم الإثنين الماضي؛ إن المدينة شهدت خلال ال42 ساعة الماضية ما يشبه الحرب الأهلية بين العرب والشرطة الفرنسية من جهة، والعرب والغجر من جهة أخرى، وذلك عقب الإعلان عن موت مواطن فرنسي من أصول مغاربية برصاص أطلق من سيارة مجهولة في حي سان جاك الذي يحوي كثافة مغاربية. وعقب انتشار خبر مقتل الشاب تجمع حوالي 400 شاب من أصول مغاربية في الساحة الرئيسية للمدينة وقاموا برمي قوات الشرطة بالحجارة، كما قاموا بإحراق السيارات التابعة لأقسام الشرطة إضافة إلى تهشيم العديد من واجهات المحلات القريبة من وسط المدينة. وعلى إثر مواجهات الأحد الماضي طلبت مديرية الشرطة تعزيزات من المدن الفرنسية المجاورة وخاصة من مدن تولوز ومرسيليا وبوردو لتعزيز وجود 80 فرقة شرطة تقوم بالحفاظ على الأمن في المدينة لإنهاء المصادمات المشتعلة على أكثر من جبهة. ويأتي موت الشاب المغاربي الأحد بعد أسبوع واحد من مقتل شاب مغربي آخر يدعى محمد باي بشير الذي قتل على يد مجموعة من شباب الغجر من قاطني المدينة يوم 22-5-2005 رفسا بالأقدام وضربا بالقضبان الحديدية في أحد مقاهي المدينة. وعلمت إسلام أون لاين.نت أن مطالب باستقالة رئيس بلدية المدينة انطلقت عقب مظاهرة صامتة نظمها العرب يوم 28-5-2005 للترحم على القتيل بشير، حيث اتهم المتظاهرون رئيس بلدية المدينة بالانحياز إلى الغجر في فض النزاع، كما رفعت في المسيرة مطالبات بتقديم القتلة إلى العدالة. وعلى إثر المسيرة الصامتة قام رئيس بلدية المدينة باستقبال عائلة القتيل كما قام باستقبال ممثلي الأقليتين من العرب والغجر في محاولة لتهدئة الأجواء، وقد استبعد أن يكون مقتل الشاب بشير ناتجا عن أحداث عنصرية ضد العرب؛ مشيرا إلى أن العرب والغجر عاشا بسلام طوال عقود من الزمن في مساكن متجاورة في الحي الواحد بالمدينة. يشار إلى أن مدينة بربينيون يوجد بها أعداد غير قليلة من طائفة الغجر المنتشرة في عدة دول أوربية. باريس- هادي يحمد