معطيات وحقائق صادمة، وضحايا بالجملة، ودعارة راقية، ومستلبون إلى آلات القمار، نهاية مأساة وبداية أخرى، في محمية مزاكان بمدينة الجديدة، وهي عبارة عن مقبرة جماعية لشريحة كبيرة من المغاربة، الذين يشكلون معظم المستفيدين من الكازينو، تختلف قصصهم، لكن العنوان الأبرز الذي يشكل قاسما مشتركا بينهم يتشكل من شقين: البحث عن ربح موهوم قد يأتي وقد لا يأتي وأنهم في دوامة يستعصي الخروج منها، تدير رحاها شبكة عرفت كيف تخطط لتحصل على العملة المغربية، ولا يهمها سوى الربح. هنا الصورة مقلوبة، فشقر اللون والشعر هم الذين يقدمون الخدمات ويبتسمون من الأذن إلى الأذن، ويرحبون ويتملقون، بينما يعيش المغاربة كالأمراء، حتى يخرجوا في نهاية الليلة مطأطئي الرؤوس، يجرون الخيبة وراءهم، بعدما خسروا كل شيء، فتنقلب الصورة من جديد، بين ذئب عرف كيف يصطاد الفريسة، وبين مستلب رهن مصيره إلى آلة دخل إليها ملهوفا، وخرج منها يجر الخيبة والخسران تنتهي فصولها في البيت.