قال الدكتور أحمد العمراني، عضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة، إن المشاكل التي يعاني منها أئمة الصلوات الخمس هي ضعف معرفتهم بثوابت الأمة وفقه العبادات، خصوصا المذهب المالكي، فبالرغم من حفظهم للشيخ خليل وابن عاشر فهم لا يفهمون حقيقة فقه ابن عاشر والشيخ خليل؛ لأنهم يحفظونها فقط ولا يفقهون ما يحفظون، وهذه من المشكلات التي يعاني منها أئمتنا عموما وأئمة منطقة دكالة بالخصوص، وأضاف العمراني في تصريح لالتجديد على هامش الملتقى الثالث للقيمين الدينيين بمساجد إقليمالجديدة الذي نظم من قبل المجلس العلمي المحلي للجديدة على مدى يومي السبت والأحد 62 و72 دجنبر، بأن أغلب الأئمة يحفظون القرآن الكريم على طريقة (السرابة) حيث لا قواعد ولا ترتيل.أما بخصوص الجانب الفقهي لدى الأئمة فقد أكد العمراني أن أغلب الأئمة يقرؤون الآراء الفقهية ولا يبحثون عن دلائلها ولا يعرفون كيف يجيبون عن النوازل الفقهية؛ ضاربا مثالا بفقه ترقيع الصلاة الذي يعاني منه العديد من الأئمة في ممارستهم الميدانية، لأن هناك أخطاء كثيرة تقع بالمساجد خ يقول العمراني خ لكن هناك التباس في كيفية معالجة مثل هذا الأمر بالنظر إلى الفتاوى الكثيرة التي وردت في هذا الباب، وهذا الأمر نعالجه في التكوين الفقهي عبر التركيز على ما جاء في المذهب المالكي الذي له خصوصيات في فقه ترقيع الصلاة، والذي لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وعالجها.وسجل العمراني الذي يشرف على تأطير 56 إماما بمنطقة بني هلال بالجديدة عدم اهتمام الأئمة بالقراءة وتراجع ذلك الدور المتميز الذي كان يقوم به الإمام، والمكانة التي كان يتبوؤها داخل المنطقة التي يشتغل بها؛ حضرية كانت أو قروية، وهذه كلها أمور نحاول أن نشتغل عليها ونسعى إلى معالجتها في دوراتنا التكوينية خ يقول العمراني -.ومن جانبه أفاد عبد الله شاكر، رئيس المجلس العلمي بالجديدة، أن هذا الملتقى السنوي الذي يجمع الوعاظ والقيمين الدينيين من أجل تقييم أداء السنة التي مضت والاستعداد للسنة المقبلة هو محطة لتبادل الآراء حول كيفية اشتغال القيمين الدينيين في مساجدهم وعلاقتهم بالناس، وأضاف شاكر أن الملتقى هذه السنة يتمحور حول المذهب المالكي الذي يوحد المغاربة مثل ما توحدهم العقيدة الأشعرية وإمارة المؤمنين. وانطلاقا من هذه المحطة يقول رئيس المجلس العلمي ومن خلال الورشات المبرمجة والعروض والندوات نقف على المشاكل التي تعترض عمل القيمين الدينيين والوعاظ ونعمل على تقييمها ومعالجتها، وعلى العموم خيقول شاكر خ هناك امتثال لدعواتنا واحترام وتعاون بيننا وبين القيمين الدينيين والحمد لله. يذكر أن هذا الملتقى عرف مشاركة قرابة 200 إمام وقيم ديني وأطره ومجموعة من الأساتذة والدكاترة الذين قدموا عروضا حول شخصية الإمام مالك ابن أنس والمشهور والراجح في مذهبه، وأصول ومصادر المذهب المالكي ومعالم ومناهج الإمام مالك في الفتوى، بالإضافة إلى عدد من ورشات العمل في الموضوع ذاته.