شدد الملك محمد السادس تمسك المغرب بالمسار الأممي لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية، على أساس مشروع الحكم الذاتي، مؤكدا، في رسالة وجّهها إلى المشاركين في الدورة 5 للملتقى الإفريقي للجماعات المحلية المنعقد بمراكش، أن المغرب يعتزم إقامة جهوية متقدمة تشمل كافة جهات المغرب، وفي مقدمتها جهة الصحراء. يأتي ذلك وسط الضغط الموجه ضد المغرب بخصوص قضية أميناتو حيدر المضربة عن الطعام في جزر الكناري، ويطالبها المغرب بتقديم اعتذار إن هي أرادت العودة إلى أسرتها في العيون. من جهة أخرى، يواصل سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية، زيارته لإسبانيا، يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الإسبان بخصوص الموقف المغربي من قضية أميناتو حيدر، وقد أجرى العثماني، أول أمس، مباحثات مع الكاتب العام المكلف بالعمل الخارجي في الحكومة المستقلة للأندلس، ميغيل لأوثينا بارانكيرو. أكد فيه أن خيار تطوير العلاقات المغربية الإسبانية يجب أن يكون خيارا استراتيجيا، كما دعا إلى تعزيز العلاقات بين الأحزاب السياسية المغربية والإسبانية، على غرار العلاقات الاقتصادية والمؤسساتية. ودافع العثماني عن الموقف المغربي بخصوص قضية الصحراء وملف أميناتو حيدر، مؤكدا للمسؤول الأندلسي أن المشكل المطروح حاليا حول المدعوة أميناتو حيدر مشكل سياسي وليس إنساني. موضحا من جهة أخرى أن اختطاف عصابة مسلحة لثلاثة مواطنين إسبان في موريتانيا تعد مشكلا إنسانيا حقيقيا، خلافا لحالة هذه المرأة التي يتم التلاعب بها من قبل بوليساريو والجزائر. من جهته، اعتبر المدافع عن الشعب بالأندلس، خوسي شاميثو دي لا روبيا، أن الأزمة ليست جديدة بين المغرب والبوليساريو، مبرزا أن قضية أميناتو حيدر لا يمكن عزلها عن ملف الصحراء ككل، وقال شاميثو إن حل قضية أميناتو ينبغي أن يكون ضمن حلّ أشمل لنزاع الصحراء. ويتوقع أن يعقد سعد الدين العثماني ندوة صحافية يوم الأربعاء 16 دجنبر 2009 مع وسائل الإعلام الإسبانية لتوضيح الموقف المغربي. من جهة أخرى، دافع رئيس الوزراء الإسباني، خوسيه لويس ثاباتيرو، يوم الأربعاء 16 دجنبر 2009، عن استمرار اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معربا عن أمله في أن يجد وضع الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، حلا سريعا، ودعا ثباتيرو إلى دعم جهود الأممالمتحدة لحل النزاع حول الصحراء، كما أصرّ على أن حكومته تعمل كل دقيقة لتسوية قضية حيدر.ويأتي تصريح المسؤول الإسباني بعد توصله بمذكرة للبرلمان(الكورتيس)، أول أمس الثلاثاء، تطالب بإدارة على أعلى مستوى لقضية الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، وأقرت المذكرة التي رفعتها الكتلة الاشتراكية إلى البرلمان بأغلبية 190 صوتا وقد امتنع عن التصويت 148 نائبا من الحزب الشعبي (معارضة، يميني). وطالبت الحكومة الاسبانية مضاعفة جهودها السياسية والدبلوماسية للسماح لحيدر بالعودة الى منزلها والانضمام الى عائلتها. ووصفة المذكرة أيضا المغرب بجارنا الكبير، مناشدة إياه بالتوصل إلى حلّ عاجل. ونبّه محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طنجة، إلى أن خصوم الوحدة الترابية للمغرب يعملون من أجل تمديد فترة الأزمة، وأكد أن مسار القضية لحد الآن كشف أن البوليساريو والجزائر كانا يخططان لهذا العمل، وهي تعمل بكل ما تملك من إمكانات لتمديد فترة الأزمة واستغلالها إلى أقصى درجة ممكنة، داعيا المغرب الى الصمود في مواقفه، وإلى تأهيل الدبلوماسية الموازية التي تكشفت عن قصور في أدائها.