بعد ما استنفذ كل الطرق والوسائل للاتصال بالسيد فيصل العرايشي منذ تعيينه مديرا للقناة الأولى سنة 1999 ، يوجه الفنان نبيل لحلو رسالته الأخيرة إلى السيد العرايشي بعد أن أصبح رئيسا مديرا عاما للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، ليس بقصد تهنئته أو تذكيره بعشرات الاتصالات والرسائل التي بعثها، وإنما ليخبره بأنه سحب ثقته منه، وإليكم نص الرسالة مع بعض التصرف. طوال كل هذه السنوات، أي منذ عينه صاحب الجلالة الملك محمدالسادس يوم 18 نونبر على رأس الإذاعة والتلفزة المغربية، خلفا للسيد محمد الإساري ثم مديرا عاملا عوض السيد محمد اطريشة، الذي عينه جلالة الملك واليا على مدينة الداخلة لم يستطع السيد العرايشي رغم نيته الحسنة أن يأتي برؤية جديدة أو تصور جديد لبناء تلفزة مغربية مختلفة عن تلفزة الداخلية. لم يفلح السيد فيصل العرائشي أن يزرع بذور الأمل في قلوب المغاربة وذلك بمنحهم التلفزة المغربية التي يستحقونها وحلموا بها منذ أكثر من 30سنة، تلفزة مغربية تدفع المواطن المغربي المساهم الأول في ميزانيتها من خلال ما يدفعه رغم أنفه عبر فاتورة الماء والكهرباء، يفتخر ويعتز بجدية وقوة برامجها ومستواها الرفيع على صعيد الإنتاجات الدرامية والثقافية والفنية والعلمية والسياسية والاقتصادية والترفيهية... منذ عينه صاحب الجلالة على رأس الإذاعة والتلفزة المغربية، وأنا أكاتب السيد فيصل راجيا منه أن يعمل ويجتهد حتى يعطي لبلادنا تلفزة تشرف المواطن والشعب المغربي، لكن بدون جدوى ومنذ الرسالة الأولى التي وجهتها له بتاريخ 10 أبريل سنة ,2000 رسالة من بين الرسائل العشرين التي كتبتها وأرسلتها له، وآخر رسالة بعثتها تعود إلى 02 فبراير 2005 راجيا منه أن يفتح أبواب التلفزة المغربية في وجوه المبدعين المغاربة والطاقات الثقافية والسياسية المبدعة، وكل هذه الرسائل تتحدث كذلك عن إنتاج مشاريع وبرامج تلفزيونية بشراكة مع التلفزة المغربية. لكن للأسف الشديد، منذ الرسالة الأولى ورغم اتصالاتي الهاتفية المتعددة مع كاتبته وكتابه وذهابي مرارا وتكرارا إلى مكتبه متمنيا أن يستقبلني من أجل المشاريع التي قدمتها إليه كتابة ورغم هذا كله لم أحظ ولو بمقابلة واحدة من طرف السيد فيصل العرايشي الذي يستمر حتى يومنا في رفضه لمقابلتي أوالاستماع إلي. لست أنا الخاسر لأنني بعيدا كل البعد عن الأشياء المادية؛ ألم أكتب رسالة بقلب مفتوح لملكي محمد السادس قائلا لجلالته بأن علينا أن نتمسك بالنضال للإعطاء بلادنا تلفزة في طموحاته؟ والخاسر الحقيقي في الواقع ليس هو السيد العرايشي والذي أصبح منذ بضعة أيام الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بل المشاهد هو الذي سيحرم من أعمال مبدع مثلي وكذلك من إنتاجات مبدعين آخرين يرفض العرايشي استقبالهم والتعامل معهم .(...). فما أطلبه منه هو ألا يقصي المبدعين وألا يستمر في إعطاء التسهيلات والامتيازات للبعض دون الآخر من السينمائيين. فأنا الذي وضعت ثقتي في السيد العرايشي في 18 نونبر 1999 وسأسحب اليوم هذه الثقة منه. نبيل لحلو