اعتبرت دراسة ميدانية استكشافية في أسباب الانحراف والسلوك الإجرامي، للباحث إبراهيم حمداوي، ضمن أحد فصولها حول السلوك الإجرامي في أحياء مولاي رشيد بالدار البيضاء نموذجا، من خلال الملاحظة المشاركة والمقابلات مع المجرمين وأسرهم..، أن هذه الأحياء التي بنيت منذ أزيد من ستة وعشرين سنة هي أحياء أزمة، لكونها تحتضن كل أنواع الجرائم من سرقة وضرب وجرح واعتداء ودعارة ومخدرات بجميع أنواعها. وتوصل الباحث إلى أن 85 في المائة من المبحوثين يمارسون السرقة، إما بشكل فردي من خلال الاعتداءات في الأماكن العمومية، أو السرقة العارضة (حسب الفرصة) المتاحة، وبأنهم غالبا ما يسرقون تحت تأثير مخدر ما، مهددين أو مستعملين السكاكين أو قارورات مكسرة، وهذا النوع من المجرمين اللصوص (بحسب الدراسة التي نال بها إبراهيم حمداوي شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع برسم السنة الجامعية (2008/2009) في موضوع التغيير الاجتماعي وظاهرة الجريمة بالمغرب: دراسة استكشافية في أسباب الانحراف والسلوك الإجرامي)، يعتدي على التلميذات والطالبات والعاملات بالأحياء الصناعية أو المتوجهات إلى عملهن، فيما النوع الثاني هو من الذين يستعملون الدراجات النارية لسرقة الهواتف النقالة والحقائب اليدوية وتجريد ضحاياهم من كل ممتلكاتهم. وخلص الباحث إلى أن جميع من أجرى معهم مقابلات يتعاطون المخدرات وقليل منهم يبيعونها، وأنهم يلجأون إلى استهلاكها لتسهيل العمل الإجرامي، ذلك أن غالبيتهم لا يقدرون على السرقة أو فعل الجريمة إلا إذا كان مخدرا (مخمورا أو مهلوسا)، وفسر المبحوثين أن لجوءهم إلى احتراف السرقة يرجع إلى كونهم أصبحوا مدمنين إما على السجائر أو المخدرات، وعلى الاستهلاك الترفي، وأمام انعدام إمكانية الحصول على المخدرات وعلى إشباع هذه الرغبات فهم يلجؤون إلى السرقة.