أوضح عبد الوهاب الرامي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن "هناك ما يشير إلى أن الجري وراء القارئ والمبيعات وبشتى الطرق هو الدافع إلى نشر صور لا تفيد القارئ المغربي بأي شكل من الأشكال ولا تقدم أية خدمة للمصلحة العامة"، فيما ذهب خالد السفياني، محام بهيئة الرباط ومنسق هيئة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أن "نشر صور لصدام حسين بتلك الصيغة المهينة للكرامة البشرية ما هو إلا تأكيدعلى ضعف وخسة ناشريها". ونوه عبد الوهاب الرامي على أن نشر صور لصدام حسين بتلك الشاكلة يمثل مبدئيا خرقا لاتفاقية جنيف لمعاملة السجناء وأسرى الحرب، ومن ثم ضرب عنصر من العناصر المقومة للإنسانية عامة. وقال الرامي إن "المهم في هذا الموضوع ليس فقط ما ترمي إليه تلك الصحف التي نشرت تلك الصور، وفي طليعتها الصحيفة البريطانية صن، بل إن أخلاقيات المهنة لا تهتم بالرسائل الموجهة في هذا الصدد لما تسميه تلك الجرائد بالإرهاب العراقي". أما على المستوى الوطني، "فالصحف التي نشرت تلك الصور، حسب عبد الوهاب الرامي، هي صحف يدفعها إلى ذلك جشعها لالتهام القراء بأي شكل من الأشكال". وأضاف الرامي: "ينبغي على الجرائد الوطنية ألا تتحول إلى امتداد لاستراتيجيات إعلامية وسياسة وحضارية مضادة لمصالحنا، والتي لا تستنبت من تربتنا الخاصة"، ومن ثم فالذين نشروا هذه الصور "يشكلون امتدادا للإديولوجيات التي تتخفى وراء جرائد كالصن التابعة لروبرت ماردوخ والمعروف على المستوى الإعلامي العالمي من حيث منهجيته المعروفة في مقاربة المواضيع الإعلامية". إن منطق بعث الرسائل إلى المقاومة العراقية وكل أشكال الممانعة بهذا الشكل المهين للكرامة الآدمية يضرب في أخلاقيات مهنة الصحافة، وهو ما دفع الرامي إلى القول "كما هو معروف في أخلاقيات المهنة قد نكون مضطرين إلى إفشاء بعض الأسرار أو إلى إظهار بعض الصور، إذا كانت تلك الأسرار أو الصور تخدم المصلحة العامة في نقطة أو أخرى"، ليستخلص أن "الظاهر أن عرض صور صدام حسين وهو شبه عار لا يخدم أية مصلحة وطنية، لاسيما إذا استحضرنا طبيعة مجتمعاتنا التي لها موقف في ما يتعلق بالعري، ومن ثم فتلك الصور تعتبر فاضحة وتخدش إضافة إلى الحياء مبادئ أخلاق المهنة". أما عبد الله البقالي فيعتبر "أن نشر تلك الصور لا يعني بالضرورة تبنيا لتلك الصور، ويجب أن يدخل في إطار فضح السياسة الأمريكية"، فيما اعتبر خالد السفياني "هذه الصور فيها مساس بحق من حقوق الإنسان ويشكل نشرها إهانة للكرامة الإنسانية". وعن رد فعل مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين إزاء نشر بعض الصحف الوطنية الصور المهينة لصدام حسين، قال السفياني إن "المجموعة سوف تجتمع وسنتدارس ما يمكن القيام به في هذا الاتجاه"، وأشار إلى "أن نشر تلك الصور لرئيس دولة أسير عمل لا أخلاقي وأصحابها ينفذون تعليمات من أكبر قوة إرهابية في العالم، لأن هناك حدا أدنى من أخلاق مهنة الصحافة، والتي لا تسمح بنشر مثل هاته الصور بالنسبة للناس العاديين، وبالأحرى إذا تعلق الأمر بشخص ما يزال من ناحية القانون الدولي رئيس دولة". واختتم السفياني تصريحه لالتجديد قائلا "لقد رأينا ماذا جرى في سجن أبو غريب، وكذلك في سجن غوانتانامو الرهيب، كما شهد العالم المس الأمريكي الشنيع بالمصحف الكريم، ثم الجميع يعلم بالإبادة الجماعية التي جرت في الفلوجة والمسلسل مستمر. ومن ينشر صور صدام حسين وهو بتلك الهيئة شاء أم أبى يسير في ركب هذا المسلسل الذي يريد تركيع الأمة العربية والإسلامية". علي الباهي