قتل وجرح أكثر من 40 شخصا في تفجيرين استهدف أحدهما مقرا أمنيا هاما للجيش الباكستاني في بيشاور والآخر مقرا للشرطة في مدنية بنو، في تصعيد للعمليات التي تنفذها حركة طالبان باكستان وعلى نحو يعكس قدرتها على استهداف مراكز أمنية حساسة ردا على عمليات الجيش المتواصلة في وزيرستان. فقد نقل عن مصدر اعلامي في إسلام آباد عن مصادر أمنية أن الانفجار الذي وقع يوم الجمعة 13 نونبر 2009 في مدينة بيشاور استهدف مبنى الاستخبارات العسكري بواسطة هجوم بسيارة مفخخة، مما أسفر حتى الآن عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو أربعين آخرين، فضلا عن انهيار جزء من مبنى الاستخبارات ومبنى مدرسة عسكرية مجاورة. ونقل المصدر عن مسؤولين أمنيين قولهم إن سيارة كانت تسير في الاتجاه المعاكس لحركة المرور في الطريق المواجه لمقر الاستخبارات العسكرية في مدينة بيشاور عندما قابلها الحراس بوابل من الرصاص لإيقافها. بيد أن السائق اندفع إلى مسافة أقرب من المبنى وقام بتفجير مركبته في هجوم هو السابع من نوعه الذي تشهده المدينة خلال أسبوع. ولفتت مصادر إعلامية إلى أن المصادر الرسمية لم تكشف عن عدد العناصر التي كانت موجودة داخل المبنى لحظة وقوع الهجوم، وسط أنباء عن أن الانفجار دمر المبنى بكامله. في الأثناء، نوه مراقبون أمنيون إلى أن الإجراءات الأمنية على الطريق المؤدية إلى مقر الاستخبارات المستهدف غالبا ما تكون مشددة للغاية مما يطرح علامات استفهام كثيرة حول كيفية نجاح منفذ الهجوم في الوصول إلى المقر بسهولة. وفي هذا السياق، قال مراسل الجزيرة أحمد زيدان إن هذه العملية تدل على تنامي قدرة حركة طالبان باكستان في الوصول لأهداف عسكرية حساسة مما يعكس عددا من الحقائق الميدانية، أولها أن العمليات الجارية في وزيرستان لم تفلح في ردع الحركة عن القيام بهجمات مضادة موجعة إلى الجيش الباكستاني، كما أنها تكشف خللا أمنيا خطيرا لا سيما أن العملية الأخيرة تأتي بعد فترة قصيرة من استهداف مقر قيادة الجيش في راولبندي ومقار أمنية أخرى في لاهور.