يبدو أن البريطانيون يحاولون انتزاع نصر وهمي في حربهم على أفغانستان، حيث أكد أحد جنرالاتها اللفتنانت السير غرايم لامب أن مبادرة التودد الى المسلحين الأفغان لابد أن تتضمن عفوا كي تستطيع بريطانيا ربما شراء طريقنا إلى النصر في أفغانستان. ونشرت صحيفة التايمز لمراسلها مارتن فليتشر في كابول، تحقيقا يتحدث عن عملية شراء يطرحها العماليون لضمان النصر في أفغانستان. يقول اللفتنانت جنرال، السير غرايم لامب المكلف بمهمة التودد إلى المسلحين في أفغانستان ومحاولة إقناعم التخلي عن زعمائهم: يجب منح المسلحين الأفغان عفوا وأن تزال أسماؤهم من على قائمة المطلوبين لدى قوات الحلفاء، وذلك إن هم ألقوا أسلحتهم. ويضيف: لا يوجد شك بذلك: يجب أن يكون العفو جزءا من هذه المبادرة. نعم، قد تكون أيدي المسلحين ملطخة بالدماء، ولكن من هو الذي لم تلطخ يداه بالدماء؟ لقد قتلنا أناسا كانوا سيقولون إنهم أبرياء بالمطلق. وتنشر الصحيفة تفاصيل اللقاء وترفقها بصورة كبيرة يظهر فيها جندي أفغاني يحرس سجينا تقول إنه كان يحاول زرع متفجرات في إقليم هلمند، حيث كان هدفه المتوقع هو قافلة بريطانية-أمريكية مشتركة. ويرى مراقبون أن بريطانيا تحاول انتزاع انتصار وهمي من البعض المسلحين الافغان مقابل منحهم صكوك عفو، وتبدوهذه المساومة في نظرهم طريقة سمجة لحفظ ماء الوجه أمام مواطنيها، خاصة بعد أن أكد أكثر من نصف البريطانيين في أحدث استطلاع للرأي حول المشاركة البريطانية في الحرب على القاعدة وطالبان في أفغانستان، أنه لا يمكن الانتصار في الحرب الدائرة هناك، وأنه يجب سحب القوات البريطانية على الفور. يذكر أن الاستطلاع الذي أعده معهد كوريس ونشر في يوليوز الماضي، أشار إلى أن 58% يعتبرون أن الحرب على طالبان في أفغانستان لن تنجح، في حين اعتبر 31% العكس، كما أن 52% من البريطانيين يريدون رحيل القوات البريطانية من ذلك البلد مقابل 43%. وتعد بريطانيا من أكثر الدول تأثراً بهذه الحرب، خاصة أن لديها أكثر من تسعة آلاف جندي في أفغانستان. وبعدما كان البريطانيون يرون في النزاع في أفغانستان شرعية لم يروها يوما في الحرب في العراق، باتوا اليوم يشككون في صوابيه الحرب في هذا البلد، خاصة بعد تحذير منظمة خيرية بريطانية من تزايد عدد المشردين بين صفوف الجنود السابقين في القوات المسلحة البريطانية، مشيرة إلى أن عددهم يصل الآن إلى واحد بين كل عشرة مشردين في المملكة المتحدة.