تحتفل كافة المؤسسات التعليمية يوم 9 شتنبر من السنة الدراسية الجديدة لموسم 201009 بعيد المدرسة تحت شعار: جميعا من أجل مدرسة النجاح. فما هي مدرسة النجاح ؟ و ما هي مواصفاتها؟ و هل انتهى الحديث عن مدرسة الجودة؟ أو قل بعبارة أخرى: هل حققت المدرسة الوطنية جودتها التعليمية؟ الجواب كلنا نعرفه؛ وللأسف خلا- وما يبرر هذا الكلام هو التقرير الذي بعث به المجلس الأعلى للتعليم لوزارة التربية الوطنية وإعلان هذه الأخيرة حالة الاستنفار؛ بعدما وضعت أصبعها على أكبر العلل و الاختلالات التي تعيق دينامية و تنمية قطاع التربية و التكوين. ويعتبر المخطط الاستعجالي أولى الخطوات العملية و الاستراتيجيات التدبيرية للمعضلة التي يعيشها نظامنا التربوي لعقود طويلة. وإذا كانت وزارتنا المحترمة قد اقتنعت بأن المشكلات و الصعوبات التي رصدها المجلس الأعلى للتعليم هي أكبر مقوض للنهوض بمنظومتنا التربوية و بالتالي تحقيق التنمية المستدامة؛ نتساءل: ماهي الإجراءات و التصرفات القانونية و الإدارية و التربوية و الاجتماعية التي تبنتها وزارتنا الموقرة لموجهة معضلة الغياب المبرر و اللا مبرر و معالجة ظاهرة التكرار و الاكتظاظ و الهدر المدرسي؟ صحيح أن وزارتنا الجديدة - في خضم هذه الازمة و أمام المرتبة الغير المشرفة التي صار ت بلادنا تحتلها في مصاف المنتظم الدولي - بادرت بإحداث عدة مؤسسات جديدة على مستوى مختلف الأسلاك التعليمية مصحوبة في بعض الأحيان بأقسام داخلية و التعاقد مع مدرسين جدد لتغطية الخصاص الحاصل مع تعزيز بنية النقل المدرسي و تقوية اليات و أساليب المراقبة على المدرسين الذين يعتبرون حجر الزاوية في عملية تصحيح الوضع التربوي ببلادنا برمته........ الخ من المبادرات الجريئة و الخطوات العملية المتميزة التي ما فتئت وزارتنا الموقرة تقوم بها من حين لآخر؛ لكن في ظل حوار اجتماعي متعثر؛ و في ظل فضاءات تربوية غير مؤهلة للقيام بوظائفها التعليمية/ التعلمية و التنشيطية فضلا عن عدم أخذ وزارتنا بمبدأ الاختصاص في السلك الاول من التعليم الابتدائي بشكل خاص وهو ما نعني به :أستاذ اللغة العربية خاص و أستاذ خاص للتربية الإسلامية و أستاذ خاص للتربية الفنية و أستاذ خاص بالرياضيات و آخر خاص بالفرنسية لأن هذا التعدد من شأنه اغناء تواصلات المتعلم و إكسابه حاسة الانفتاح والتزود بالمعارف و المهارات الأساسية ليس الا؛ وفي ظل استفحال ظاهرة الاكتظاظ في أوساط حجراتنا الدراسية و تزايد وتيرة نمو فيروس الهدر المدرسي هل يمكننا الحديث عن مدرسة النجاح؟