تصاعدت حدَّة التوتر بين السويد والكيان الصهيوني في أعقاب التقرير الذي نشرته قبل عدة أيام صحيفة سويدية يتهم الكيان بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين قبل تسليم جثامينهم إلى ذويهم، والتي تعتبر جريمة حرب في القانون الدولي. وزاد التوتر في أعقاب نفي الحكومة السويدية الجمعة الفائت أن تكون قد اعتذرت للكيان الصهيوني عن التقرير، وقالت إن السفيرة السويدية في الكيان الصهيوني تصرَّفت من تلقاء نفسها حين قدمت الاعتذار. وأعطى وزير حرب العدو إيهود باراك في أعقاب ذلك تعليماته للمستشار القانوني لجهاز الأمن الداخلي الصهيوني لدراسة إمكانية تقديم دعوى قضائية ضد الصحفي السويدي الذي كشف عن قيام جنود من الجيش الصهيوني ببيع أعضاء لشهداء فلسطينيين بعد قتلهم. وحسب صحيفة هاآرتس أول أمس، فإن باراك أرسل أيضًا رسالة إلى وزيرة الخارجية السويدية احتجَّ فيها على نشر الصحيفة السويديةالخبرَ، وجاء في رسالة باراك أن ما جاء في الصحيفة السويدية مكيدة خسيسة ليس لها مكان في بيئة ديمقراطية. وأثارت رسالة باراك ردود فعل غاضبة في الأوساط السويدية؛ فقد رفضت الحكومة السويدية الطلب الصهيوني باستنكار ما ورد في الصحيفة؛ بحكم أنها ليست شريكة في نشر الخبر. وهاجم وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان بشدة موقف وزارة الخارجية السويدية من التقرير. وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، فإن وزارة الخارجية الصهيونية أرسلت برقية احتجاج إلى وزير الخارجية السويدي تدعوه إلى أن يتنصَّل مما نشر في الصحيفة السويدية. وعبَّر مكتب ليبرمان عن أسفه لتصرُّفات وزارة الخارجية السويدية، وعدم تدخلها في قضية نشر اتهامات باطلة ضد اليهود في أحد صحفها على حد وصفه، وأضاف أن هذا الموقف من الخارجية السويدية يذكِّر الكيان الصهيوني بموقف السويد مما سمَّته المحرقة ضد اليهود، وعدم تدخُّل السويد لإيقافها، على حد زعمه. التقرير الصاعقة وكانت صحيفة أفتونبلاديت الأكثر انتشارًا في السويد اتهمت الأربعاء الماضي جنودًا صهاينة بانتزاع أعضاء من فلسطينيين بعد قتلهم، والاتجار بها عبر شبكة دولية للاتجار غير الشرعي بالأعضاء البشرية وتبييض الأموال ضُبط أخيرًا في الولاياتالمتحدة بعض أعضائها حاخامات يهود. وقالت: إن جنودًا إسرائيليين كانوا يعودون إلى قتلاهم من الفلسطينيين لينتزعوا أعضاءهم البشرية بهدف الاتجار بها، وإعادة جثامينهم بعد عدة أيام بعد نزع أعضاء منها. وأردفت إن شبابًا فلسطينيين صغارًا أجبروا على انتزاع أعضائهم قبل إعدامهم، مضيفةً أن هذه الاشتباهات ربما تؤدي إلى إجراء تحقيقٍ دوليٍّ في جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين. وقالت الصحيفة السويدية إن شبانًا فلسطينيين خطفوا من قراهم في منتصف الليل ودفنوا بعد انتزاع أعضائهم. وأوضحت أن فلسطينيًّا من نابلس يدعى بلال أحمد رانيان أصيب بطلقات في الصدر والقدم والمعدة، ثم نقل في حالةٍ خطيرةٍ بطائرة هليكوبتر إلى مكانٍ غير معلوم، وبعد عدة أيام أعيد جثمانه إلى قريته ملفوفًا بضمادات مستشفى. موقف الصحيفة وقال الصحافي السويدي دونالد بوستروم الذي نشر التقرير في صحيفة السويدية إنه اطلع في مطلع التسعينيات على هذه الاتهامات التي أثارت قلقه، خاصة بسبب أنه لم يأخذها أحدٌ على محمل الجد، مؤكدًا أن اعتقال الحاخامات في الولاياتالمتحدة قبل أيام هو ما ذكَّره بهذه القضية. ومن جهتها، قالت محررة القسم الثقافي في الصحيفة أوسا ليندربورغ إن هيئة تحرير الصحيفة تصر على إجراء تحقيقٍ دوليٍّ. وفي السياق ذاته قالت رئيسة اتحاد الصحفيين السويديين أجنايطا هولتن إنها لا تصدق أن ردود فعل كهذه كانت ستحصل لو كان الأمر يتعلق بدولة أخرى غير الكيان الصهيوني، مشيرةً إلى وجود صعوبات عديدة لمناقشة الصراع الفلسطيني الصهيوني في السويد؛ لخوف الناس هناك من أن يتهموا باللاسامية أو بالعنصرية.