فارقت سيدة مغربية تبلغ من العمر 39 سنة الحياة يوم السبت 22 غشت بأحد مستشفيات مدينة إشبيلية الإسبانية جراء مضاعفات الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على خضوعها لعملية قيصرية يوم الأربعاء، وضعت خلالها مولودا في أسبوعه .39 نجاة الظاهري دخلت مستشفى بالمي بالأندلس في 16 غشت الجاري، حيث كانت تعاني من حمى وسعال وألم في الصدر وصعوبة في التنفس، بحسب ما أكدته الأسرة ومستشارية الصحة في الأندلس، ومما زاد من خطورة حالة السيدة أنها تعاني من التهاب الكبد والسمنة بحسب ما صرحت به وزيرة الصحة في الاقليم. المولود وهو طفلة تزن 4,2 كيلوغرام قرر والدها أن يسميها: نجاة على اسم والدتها المتوفاة، وقد أعلن المسؤولون في المستشفى حيث لا تزال تخضع للمراقبة الطبية أنها في صحة جيدة وليست مصابة بفيروس الأنفلونزا. وقبل أيام من نقل نجاة الظاهري إلى مستشفى بالمي في إشبيلية كان اثنان من ابنائها، وتتراوح أعمارهم بين 13 و ,16 قد دخلا المستشفى للعلاج بعد إصابتهما بالفيروس، وبعد تحسن حالتهما الصحية تم إرسالهما إلى منزلهما. لكن نجاة التي تنحدر من مدينة أصيلة لم تتحسن صحتها واستمرت تعاني من صعوبة في التنفس، مما جعل الأطباء يقررون إجراء عملية قيصرية لتقليل احتمالات الخطر الذي قد يتعرض له الجنين. شقيق الضحية مصطفى الظاهري قال في تصريح لوكالة أوربا برس إنه لم يكن يعلم شدة خطورة حالة أخته، وأن ما تعاني منه مرتبط بالأساس بفيروس الأنفلونزا، موضحا أنهم أخبروه فقط بأن لديها شيئا ما في الرئتين، وأن العملية القيصرية ستجعل استجابتها بشكل أفضل واوضح، وأضاف أننا ننتظر نتائج التشريح التي سيقوم بها المستشفى لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. من جهتها صرحت مستشارية وزارة الصحة في الأندلس أن الحالة شخصت منذ المرة الأولى على أنها مصابة بالفيروس، وأنها وزوجها وافقا على التعامل مع الأدوية المضادة للفيروسات. ونجاة الظاهري هي ثاني مغربية تلقى حتفها جراء مضاعفات الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير (أش 1 إن 1) في إسبانيا. وذلك بعد وفاة دليلة الميموني في مدريد يونيو المنصرم، يوما واحدا بعد إجراء عملية قيصرية لجنينها الذي كان في أسبوعه ال .28 وكانت المغربية فتيحة الإدريسي القيطوني (23 سنة)، قد توفيت في مونريال بكندا بعد أن لجأت إلى المستشفى في سابع يونيو الماضي بعد إصابتها بالحمى، وذلك قبل أسبوعين من وضع مولودها، فتم اكتشاف إصابتها بالتهاب رئوي. وبعد ذلك قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية للسيدة خوفا على حياة المولود، إلا أنها توفيت أياما بعد ذلك. وقد أظهرت دراسة أنجزها باحثون فرنسيون منتصف الأسبوع المنصرم أن نحو نصف الأشخاص الذين توفوا من جراء الإصابة بأنفلونزا الخنازير كانوا إما من النساء الحوامل أو أشخاص لديهم ظروف صحية أخرى، وخاصة مرض البول السكري وحالات مرتبطة بالبدانة. وقال فريق الباحثين بالمعهد الفرنسي لمراقبة الصحة العامة في سان موريس في فرنسا: هناك عاملا خطورة جديران بالملاحظة وهما الحمل والبدانة، موضحا أن معظم الوفيات حدثت في الفئة العمرية من 49 20 عاما لكن هناك تفاوتا كبيرا وفقا للبلد أو القارة. كما أشارت الدراسة إلى أن الأطفال ليسوا متأثرين بشدة كما يخشى. وكتبوا في تقريرهم بالرغم من أن تقارير سابقة أشارت إلى أن حالات أنفلونزا اتش1 ان1 الوبائية لعام 2009 حدثت بشكل رئيسي بين الأطفال إلا أن العمر المعتاد والمتوسط لعدد 343 حالة قاتلة في تحليلنا كان 37 عاما. وأضافوا: البول السكري والبدانة هما أكثر الحالات الرئيسية المعروفة تكرارا ووجودا لدى حالات مميتة فوق عمر 20 عاما. كما أشارت تقارير أخرى إلى صلة الإصابة بالمرض مع البدانة، لكن الباحثين ليسوا على يقين مما إذا كانت البدانة نفسها ترفع من مخاطر المضاعفات الشديدة من مرض أنفلونزا الخنازير اتش1 ان1 أو ما إذا كان البدناء لديهم ظروفا أخرى لم تشخص.