مع ارتفاع درجات الحرارة نلجأ دائماً لتناول المثلجات لإطفاء لهيب الجو الحار، ولكن لا ينصح الأطباء بذلك، حيث أن تلك الأنواع التي تبدو وكأنها توجد جوا من البرودة التي تعيننا علي مواجهة الحر، ما هي إلا سبب للحر في حد ذاته، وذلك لأنها غالبا ما تحتوي علي سعرات حرارية يقوم الجسم بتخزينها، دون الاستفادة منها بتحويلها إلي طاقة محركة، وذلك لأن ارتفاع درجة الحرارة المحيطة يساعد غالبا على الكسل والاسترخاء، وهو الأمر الذي ينتهي غالبا بالمزيد من الإحساس بالحر. كما أن معظم هذه المأكولات الصيفية المثلجة كالأيس كريم ومشتقاته قليلة الفائدة للجسم، وغنية بالسعرات الحرارية وذلك لاعتمادها بالدرجة الأولي علي النشويات، ودسامة الأطعمة بطبيعة الحال تضاعف من الجهد الذي يبذله الجسم لكي يهضمها وهو ما يترجم إلي مجهود عضلي يرفع درجة حرارة الجسم. والمدهش في الموضوع، أن فكرة تناول الأيس كريم في عز البرد، أفضل من تناوله في عز الحر، لأن الإحساس بالحرارة يتفاوت وفقا لدورة العمليات الحيوية في جسم الإنسان. فنحن نضاعف نشاطنا في الشتاء لكي نشعر بالدفء، بينما نقلل حركتنا صيفا حتي لا يزداد إحساسنا بالحر. لذلك فمن المفضل أن ندع المأكولات الدسمة لفصل الشتاء، لكي تقوم بتنشيط العمليات الحيوية والدورة الدموية في أجسامنا فنشعر بالتالي بالحرارة والدفء. وعلي هذا فإنه يفضل تناول الآيس كريم ومشتقاته في فصل الشتاء. ويكفي أن نعلم أن كل 14 غراما منه يحتوي على 270 سعرا حراريا. أما بالنسبة للياغورت فهو الغذاء الفعال لترطيب الجسم وخفض الإحساس بالحر بسبب انحفاض السعرات الحرارية الموجودة فيه. ومن جهة أخرى، أثبتت الدراسات العلمية أن شرب الماء الفاتر أي البارد وغير المثلج جدا يشعر بالارتواء والامتلاء بعد شرب القليل منه، في حين أن الماء المثلج لا يمنح هذا الإحساس بالارتواء أو الامتلاء، فيضطر الشارب إلى تناول كميات مضاعفة منه، وتكون النتيجة زيادة نسبة إفراز العرق، وزيادة إفراز الكلي للماء مما يعني استهلاك أكبر لها، بالإضافة إلى الإصابة بعسر الهضم الناتج عن تغيير درجة حرارة الأمعاء. وعموما، العصائر الطبيعية وليست المثلجات هي المشروب المثالي لكل واحد منا كبيرا كان أم صغيرا.. ويكون من الأفضل شربها دون اضافة السكر مع توضيح بسيط في النهاية أن كوبا متوسطا من عصير البرتقال أو الليمون يعطيك ما بين 7050 سعرا حراريا، ويعني هذا إمكان تناول من 8 و10 أكواب من تلك العصائر يوميا بدون مشكلات.