عرفت فترة حكم الملك محمد السادس خلال عشر سنوات، مجموعة من المنجزات التي اختلفت من مجال لآخر، وصارت بذلك هذه المنجزات، هي ما يميز سيرة الملك محمد السادس خلال عقد من الزمن، وقد اخترنا أن نسلط الضوء على أهم 10 منجزات وضعت لها اللبنات الكبرى خلال هذه الفترة. 1ـ إصلاح الحقل الديني: قال الملك المغربي محمد السادس في خطاب 30 أبريل من سنة 2004 أنه شرع في إرساء إستراتيجية مندمجة وشمولية ومتعددة الأبعاد... تهدف بالأساس إلى تحصين المغرب من نوازع التطرف والإرهاب والحفاظ على هويته المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح. وتجلى هذا الإصلاح في إحداث المجلس العلمي الأعلى، إعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (مديرية للتعليم العتيق وأخرى مختصة بالمساجد)، وبإنشاء (إذاعة محمد السادس للقران الكريم) وقناة تلفزيونية تعنى بشؤون الدين (السادسة). 2ـ مدونة الأسرة: تم إقرارها في 5 فبراير ,2005 وتجلت أهم نقاط المدونة في : جعل الولاية حقا للمرأة الرشيدة تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها، مساواة المرأة بالرجل في سن الزواج بجعله 18 سنة، عدم جواز التعدد إلا في حالات وشروط شرعية قاهرة، جعل الطلاق مقيدا بقرار القاضي مع إعطاء الزوجة الحق في التطليق إذا تبث إضرار الزوج بها، وضع ترتيب للحضانة من خلال تخويلها للأم ثم الأب ثم أم الأم، تخويل الحفيد والحفيدة من جهة الأم حقهم في تركة الجد، وإقرار جواز اتفاق الزوجين على إطار لتدبير الذمة المالية لكل طرف. 3ـ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية: تم إحداثه بظهير ملكي سنة ,2001 وتتجلى مهمته في إبداء الرأي للملك حول التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها. ويشارك المعهد بتعاون مع الحكومة، في تنفيذ السياسات التي يعتمدها الملك من أجل إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي، الثقافي، الإعلامي، سواء الوطني أو المحلي. ويتكون المعهد من مجلس إدارة، وبنيتين أساسيتين، هيئة إدارية تضم العمادة، الأمانة العامة والقسمين الإداري والمالي، وهيئة علمية تتكون من مراكز البحث. 4 ـ هيئة الإنصاف والمصالحة: تم تنصيب أعضائها في 7 يناير ,2004 وهي لجنة وطنية للحقيقة والإنصاف والمصالحة، وهي ذات اختصاصات غير قضائية في مجال تسوية ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ومن مهامها البحث والتحري والتقييم والتحكيم والاقتراح، إضافة إلى الكشف عن مصير المختطفين، جبر الضرر وإعادة الاعتبار، وأخيرا إرساء مقومات المصالحة دعما للتحول الذي تعرفه البلاد، ودفعت الهيئة تعويضات تجاوزت 150 مليون دولار لضحايا سنوات الانتهاكات التي عرفت باسم سنوات الرصاص. 5ـ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: أعلن عن انطلاقها في الخطاب الملكي 18 ماي ,2005 وتهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى تقليص نسبة الفقر، محاربة الهشاشة والتهميش والإقصاء الاجتماعي، وذلك عبر دعم الأنشطة المدرة للدخل، تنمية القدرات، تحسين وضعية الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية (تعليم، صحة، شأن، طرق، ماء صالح للشرب، تطهير، حماية البيئة...)، ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة قصوى. 6 ـ مبادرة الحكم الذاتي: أطلقت في ابريل ,2007 تهدف هذه المبادرة إلى تشكيل إمكانية واقعية وجادة لتفويض اختصاصات تهم كل سكان المنطقة في الإطار الضروري للسيادة والوحدة الترابية للمغرب، تجنيب تحول المنطقة إلى فضاء للتوتر وتأهيلها ليس فقط لتحقيق اندماج الإتحاد المغاربي، وإنما أيضا تمكين هذا الإتحاد من النهوض بدوره على الوجه الأكمل، تسمح بالخروج من النفق الذي وضعته جملة من الأخطاء التاريخية عبر الزمن، وتنهي مسألة تحديد المصير كما تعزز الاستقرار الإقليمي لدول المنطقة. 7ـ إغلاق مكتب الاتصال (الإسرائيلي): تم إغلاقه في 23 أكتوبر سنة ,2000 كرد فعل من المغرب على الهجمة الصهيونية الشرسة على الشعب الفلسطيني، بعد أن كان المغرب قد سحب مدير مكتب الاتصال المغربي من (تل أبيب)، ولم يكن الإغلاق وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية فقط استجابة لقرار القمة العربية، بل نتيجة لتدهور أوضاع الفلسطينيين وسوء أحوالهم. 8ـ إحداث (م. أ. للاتصال السمعي البصري: أحدث بظهير شريف في 31 غشت ,2002 ويتجلى دوره في السهر على الاحترام التام لمبادئ التعددية وحرية التعبير بقطاع الاتصال السمعي البصري، ضبط وتقنين قطاع الاتصال السمعي البصري الذي جرى تحريره، بوضع حد لاحتكار الدولة لهذا المجال، من أجل مواكبة المسيرة الديمقراطية والحداثية للمغرب، ولمواجهة تحديات العولمة والتطور التكنولوجي العالمي، الذي يعرفه مجال الإعلام والاتصال. 9ـ أوراش تقوية البنية التحتية: انطلقت هذه الاوراش منذ تولي الملك محمد السادس لمقاليد السلطة بالمغرب، وتتجل أهم هذه الاوراش في تمديد شبكة الطرق السيارة بالمغرب من 150 كلم سنة 1999 إلى 1500 كلم في سنة ,2011 إنشاء ميناء طنجة المتوسط كأضخم ميناء في إفريقيا على مساحة 500 كلم مربع يسعى إلى مسايرة تطور التجارة العالمية، إضافة إلى تجهيز وتوسعت مجموعة من الموانئ والمطارات والسكك الحديدية... 10ـ الانتخابات وسؤال النزاهة: شهدت هذه العشرية أربع محطات انتخابية تشريعيتين في 2002 و2007 وجماعية في 2003 و.2009 والمحصلة هي أن التقدم في المجال القانوني تم الالتفاف عليه على المستوى الميداني مما يجعل المغرب عاجزا عن بناء إجماع على النزاهة الانتخابية.