بسبب الأزمة المالية العالمية وما نجم عنها من ركود الاقتصاد الإسباني وارتفاع معدلات البطالة التي بلغت أعلى مستوياتها، يلجأ عدد من الإسبان إلى تهريب الحشيش بطرق مختلفة من المغرب في اتجاه إسبانيا. عمال، موظفون، رجال أعمال، تجار، نساء ورجال إسبان، فقدوا وظائفهم وانضموا إلى طابور العاطلين عن العمل ليجدوا أنفسهم محاصرين بالديون، أو آخرين يبحثون عن موارد مالية أخرى سريعة حتى لو كانت غير مشروعة، كل هؤلاء جذبتهم مافيات المخدرات وأغرتهم بالسفر نحو المغرب والحصول على مبالغ مالية بسرعة وسهولة مقابل تهريب كميات من الحشيش. سجون المغرب تستقبل أكبر عدد من السجناء الإسبان الذين اعتقلوا وهم يحاولون تهريب كميات مختلفة من الحشيش عبر مطارات المغرب وموانئه، وتقول الإحصاءات أن ما بين منتصف شهر مايو ومنتصف شهر يونيو اعتقل ما يقرب من 27 إسبانيا بعد أن ضبطت بحوزتهم كميات من المخدرات. وفي المحصلة يوجد في السجون المغربية إلى غاية شهر يونيو المنصرم 264 سجينا وفقا لإدارة السجون المغربية، أو 278 سجينا كما تقول مصالح القنصليات الإسبانية في المغرب. وأغلب هؤلاء المسجونين - 138 شخصا- معتقلون في سجن سات فيلاج بطنجة. أدنى عقوبة سجنية يقضيها إسباني في السجون المغربية تصل إلى ستة أشهر بتهمة تهريب 330 غرام من المخدرات، وأقصى عقوبة سجنية تصل إلى عشر سنوات يقضيها سائقا شاحنة إسبانيان كانا يعتزمان تهريب أزيد من 4 أطنان من المخدرات. وفي مدينة الناظور ما زالت محاكمة اثنين من سائقي الشاحنات أحدهما إسباني والآخر إيطالي جارية حيث اعتقلتهما عناصر الأمن في الجمارك يوم 3 يونيو وهما ينقلان 19 طنا من الحشيش جرى اكتشافها داخل شحنة للأخطبوط على متن شاحنة للنقل الدولي الطرقي، قادمة من إنزكان ومتوجهة إلى إسبانيا. بعدها بأيام حجزت مصالح الجمارك بميناء الناظور أزيد من ألف كيلوغرام من مخدر الشيرا تقدر قيمتها بحوالي 18 مليون درهم، كانت موجهة نحو بلجيكا عبر ميناء الناظور. وتم خلال العملية اعتقال مواطن إسباني، وهو مسير شركة، وتسليمه للشرطة القضائية من أجل استكمال التحقيق. السجناء الإسبان في سجن طنجة صرحوا لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية أن ما دفعهم للسفر إلى المغرب الأزمة الاقتصادية وفقدان الوظيفة والبحث عن منافذ أخرى لربح المال وتسديد الديون والفواتير. ويعتقد خبراء إسبان أن الانكماش الاقتصادي الذي يعرفه الجار الشمالي سيرفع من الجرائم البسيطة لدى الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم ولم يعودوا يحصلون على إعانة البطالة. وإلى حدود سنة 2008 اعتقل أزيد من 148 مواطنا إسبانيا بالمغرب لتورطهم في قضايا تهريب المخدرات ومعظمهم يمتهنون سياقة شاحنات نقل دولية أو من فئة السياح وبعضهم زار المغرب لأول مرة ولهذا الغرض بالذات. وكانت صحف إسبانية قد نشرت في وقت سابق نتائج استطلاع ميداني قامت به إحدى الجمعيات الوطنية أظهر تزايدا مطردا في أعداد الإسبان الذين يتاجرون في المخدرات خلال السنوات الأربع الأخيرة. ولفت الاستطلاع الانتباه إلى أن الكثير من هؤلاء المعتقلين ليست لهم سوابق، لكنهم يستغلون من قبل شبكات متخصصة في ترويج المخدرات من أجل تهريبها وبيعها مقابل مبالغ مالية مغرية.