أكد أنيس بلافريج عضو المبادرة المغربية لمقاطعة إسرائيل أن الأسباب الحقيقية لاستمرار ارتفاع التعامل التجاري بين المغرب والكيان الصهيوني على الرغم من الخطاب المتشدد لبنيامين نتنياهو حيال القضية الفلسطينية، يرجع بالأساس إلى غياب أي رقابة على هذه التعاملات. واعتبر أن استمرار التعاملات مستمر بغض النظر عن الحكومات التي تصل إلى سدة الحكم بـإسرائيل؛ لأنها لا تختلف في الرؤية، وهي تمارس نفس السياسة الصهيونية والاستيطان والاحتلال. وتنامت التعاملات التجارية بين المغرب وإسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، بارتفاع واردات المغرب من الكيان الغاصب، خلال الفصل الأول من السنة الجارية، إلى أزيد من 5 ملايير سنتيم؛ بعدما كانت خلال نفس الفترة من السنة الماضية 3 ملايير ونصف مليار سنتيم، وفق المركز الإسرائيلي للإحصاء وقال بلافريج في تصريح لجريدة التجديد إن المبادرة عملت على كشف بعض المواد التي تدخل إلى السوق المغربية، وهي تقوم بالتحريات من أجل كشف النقاب عن سلع أخرى، وتنبيه الرأي العام إلى هذه المواد التي تكون معلنة أو خفية. وأبرز أن المواطن المغربي لا يعرف هذه السلع التي تأتي من إسرائيل؛ على اعتبار أنه يعاد تغليفها في بعض الدول مثل إسبانيا أو هولندا، مؤكدا على ضرورة أن يسن البرلمان المغربي مشروع قانون يمنع التعامل مع الشركات الإسرائيلية أو الشركات التي تختفي من ورائها شركات إسرائيلية. وبدأت العملية الدولية المعروفة بـبي دي إس (مقاطعة عدم الاستثمار عقوبات) تعطي ثمارها على المستوى الأوربي والبلدان الأمريكية، حسب بلافريج. من جهته، قال عزيز هناوي منسق المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان إن المطبع ثقافيا أو اقتصاديا أو مؤسسات التجارية أو اقتصادية لا يحتاج إلى تطورات سياسية من أجل العمل على الرفع أو التخفيض من حجم تعاملاته، على اعتبار أن التطبيع موقف فكري وثقافي، والاقتصادي غير منخرط في الخطاب السياسي. واعتبر هناوي أن عدم ضبط أو رفض الاختراق الإسرائيلي من بين أسباب ارتفاع التعامل التجاري، وعلى الرغم من أن العمق الشعبي منخرط في المقاطعة إلا أن هناك فئات في المجتمع غير منخرطة في ذلك. وفيما يتعلق بالصادرات، أكد المركز الإسرائيلي للإحصاء أن صادرات المغرب تجاه إسرائيل تراجعت خلال الفصل الأول من السنة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، من875 مليون سنتيم إلى 700 مليون سنتيم. وبلغ إجمالي واردات المغرب من إسرائيل خلال السنة الماضية17 مليار سنتيم، والصادرات3 ملايير و200 مليون درهم، وتبين الأرقام أن حجم المعاملات التجارية في ارتفاع مستمر خلال السنوات الماضية. وبخصوص الحركة السياحية وصل عدد السياح المغاربة الذين زاروا إسرائيل خلال الفصل الأول من السنة الحالية إلى 500 ألف سائح، وهو نفس العدد خلال السنة الماضية. وتكشف معطيات المركز الإسرائيلي أن ثلاث دول تتعامل مع إسرائيل، وتتمثل في مصر والأردن والمغرب. وفي ردود الفعل على خطاب نتنياهو اعتبر مصدر رسمي سوري أن المواقف التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد هي بمثابة رفض صريح للسلام، مطالبا الولاياتالمتحدة بممارسة ضغط على إسرائيل كي توقف عمليات الاستيطان والقبول بالسلام العادل والشامل. ونقلت بعض وكالات الأنباء عن المصدر الرسمي قوله: إن الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشكل رفضا صريحا للمتطلبات الموضوعية التي يمكن أن تؤدي إلى السلام في الشرق الأوسط وفق مبادئ الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد. وأضاف أن عدم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ورفض القرارات الدولية، وبخاصة تلك المتعلقة بعودة اللاجئين واشتراط قبول يهودية إسرائيل، إضافة إلى رفض وقف الاستيطان هي شروط مسبقة تفرغ السلام من مضمونه وتحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة والمعترف بها دوليا. وكان نتنياهو قد وافق في خطاب ألقاه الأحد على مبدأ إقامة دولة فلسطينية شريطة أن تكون منزوعة السلاح. كما رفض تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية كما يطالبه المجتمع الدولي، معتبرا أنه يجب توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل.