أعلن وزير الداخلية،السيد شكيب بنموسى،مساء يوم الجمعة 12 يونيو 2009 بالرباط،أن نسبة المشاركة في الانتخابات الجماعية التي شهدتها المملكة ،قاربت،حسب معطيات مؤقتة،51 في المائة على الصعيد الوطني،عند إغلاق مكاتب التصويت على الساعة السابعة مساء. وأوضح الوزير، في لقاء صحفي، إن عدد المشاركين في الإقتراع بلغ نحو 8ر6 ملايين ناخب من أصل 13 مليون و360 ألف مسجل في اللوائح الإنتخابية. وأبرز أن هذه النسبة فاقت المعدل الوطني في عدة مناطق وأقاليم بالمملكة، حيث بلغت 70 في المائة بكل من مولاي يعقوب، وأسا الزاك، وأوسرد، والحاجب، والحوز وبولمان. وقال السيد بنموسى إن نسبة المشاركة في الأقاليم الجنوبية بلغت 69 في المائة ببوجدور، و68 في المائة بالسمارة، و61 في المائة بوادي الذهب، و58 في المائة بالعيون. وأضاف أن هذه النسب المرتفعة مقارنة مع المعدل الوطني المسجل خير دليل على تشبث المواطنين بهذه الأقاليم العزيزة بمغربيتهم، وانخراطهم فعليا في مؤسسات البلاد وفي تطوير مسار الديمقراطية وتعزيز المكتسبات . من جهة أخرى أكد وزير الداخلية أن نسبة المشاركة المسجلة على الصعيد الوطني في الانتخابات الجماعية ل12 يونيو، والتي قاربت 51 في المائة بناء على المعطيات المؤقتة، عرفت ارتفاعا مقارنة مع تم تسجيله في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وأوضح أن هذه النسبة تحققت بفضل مجموعة من العوامل، منها أساسا، النتائج الايجابية التي أفرزتها عملية المراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية العامة، وكذا المجهودات التي تم بذلها من حيث تعبئة وحث الناخبين على المشاركة يوم الاقتراع، لاسيما وأن معدل المرشحين داخل الدوائر الانتخابية ساهم في الرفع من مستوى تأطير وتعبئة الناخبين، مع العلم أن العنصر النسوي كان له دور متميز في هذا الباب، بحكم حجم تواجده داخل كتلة المرشحين بنسبة 16 في المائة. يضاف إلى ذلك، يقول السيد بنموسى، عامل القرب الذي تتسم به الانتخابات الجماعية، حيث العلاقة الوطيدة بين مجالات تدخل المجالس المحلية المنتخبة واهتمامات المواطنين، والتي ربما تتعدى الاعتبارات السياسية المحضة. وفي سياق آخر، قال وزير الداخلية أن الانتخابات الجماعية لم تخل من بعض الأحداث المحدودة والمعزولة في بعض المناطق، وأن هذه الأحداث لم تؤثر على السير العادي لعملية الاقتراع. وقال إن هذه الأحداث تمثلت، بالأساس في وقوع اشتباكات بين أتباع المرشحين والرشق بالحجارة وتكسير بعض صناديق التصويت ومحاولة سرقة ما بها من أوراق، مبرزا أنه تم ضبط هذه الحالات في الوقت المناسب، وأن السلطات المختصة سارعت إلى إعمال المساطر القانونية بشأنها. كما نوه السيد بنموسى بأداء السلطات المحلية والقوات العمومية من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة لحماية عملية الاقتراع وتوفير كافة الشروط للحفاظ على الأمن العام وضمان جو يطبعه الحياد والنزاهة والشفافية حتى يمر الاقتراع في أحسن الظروف. وأشار إلى أن النجاح الذي عرفه هذا الاستحقاق الجماعي يؤكد مرة أخرى أن الانتخابات أضحت تشكل محطة سياسية عادية في المسار الديمقراطي للمغرب، معتبرا أن من شأن ذلك أن يساهم لا محالة في توفير الأرضية المناسبة في بناء جماعة الغد وفق منظور استراتيجي يعتمد وسائل تدبير حديثة سيمكن من الاستجابة لتطلعات وانتظارات المواطنين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. واغتنم السيد بنموسى الفرصة لتهنئة المرشحات والمرشحين ومن خلالهم الهيئات السياسية على مساهمتهم في إنجاح هذه الانتخابات التي كانت أكثر تعبئة من سابقاتها، وعلى تحليهم بروح المواطنة والابتعاد عن السلوكات المشينة على الرغم مما أفرزته بعض مراحل المسلسل الانتخابي من تضارب في المصالح واختلافات أدت إلى حدوث بعض الخروقات التي تبقى على أي حال جد معزولة . كما أشاد وزير الداخلية بجميع القوى السياسية الوطنية ومختلف الفاعلين السياسيين وهيئات المجتمع المدني الذين انخرطوا بفعالية من أجل إنجاح المحطة الانتخابية ل 12 يونيو. وكان وزير الداخلية قد ذكر في مستهل هذا اللقاء الصحفي أن المواطنين توجهوا في جو من الهدوء والمسؤولية إلى مكاتب التصويت التي بلغ عددها أكثر من 38 ألف لممارسة حقهم الدستوري وللتعبير عن اختياراتهم بكل حرية قصد انتخاب ما يقارب 28 مستشارا جماعيا ب1503 جماعة حضرية وقروية، مؤكدا أن عملية التصويت تمت في ظروف عادية وملائمة .