تطبع المدرسة ووظيفة أحد الوالدين أو كلاهما نظام الأسرة بطابعهما الخاص. وتكون العطلة المناسبة التي يرتفع فيها ذلك الطابع لتصبح الأسرة متحررة من قيوده، خاصة على مستوى تدبير الوقت وعلى مستوى انشغال الأفراد. غير أن كثيرا من الأسر تعيش ارتباكا كبيرا بسبب الفراغ التنظيمي الذي ينتج عن انقطاع المدرسة والعمل، ويجد كثير من أفراد الأسرة أنفسهم في مواجهة فائض في الوقت ونقص في المشاغل. وأحيانا يعيش الجميع حالة من الملل يفقدون معه معنى العطلة. وتتحول هذه الوضعية إلى مصدر للتوتر داخل الأسرة يشوش، على أقل تقدير، على عمارة الدار، وذلك بسبب الجهد الذي يتطلبه تدبير الحالات النفسية الجديدة للأفراد وبسبب تواجدهم في البيت لمدد أكثر من المعتاد وبسبب احتكاكات الأفراد فيما بينهم ومع مختلف مكونات البيئة التربوية وأيضا بسبب الزيارات العائلية المتبادلة عادة في مثل هذه المناسبات... وكثيرا ما يكون السفر مثلا مجرد وسيلة للتخلص من الضجر الذي تفرضه العطلة في البيت. كما يكون طرد الأبناء من البيت إلى الشارع للتخلص من شغبهم ملاذ بعض الأمهات، في حين يلتجئ آخرون إلى قتل الوقت بالاستغراق في الانتقال بين القنوات التلفزيونية أو التيه في الطرقات أو الثرثرة مع الأصدقاء أو لعب الورق أو التواري في نوم عميق ... وما أكثر الحالات التي تتمنى فيها الأم أو أحد أفراد الأسرة سرعة انتهاء العطلة وعودة المدرسة حتى يتخلصوا من تبعاتها، في الوقت الذي يجب أن يتمتع فيه جميع أفراد الأسرة بالعطلة ومزاياها المختلفة. إن هذه الصورة السيئة للتعامل مع العطلة ليس هو القاعدة العامة في الاسر ولكنها موجودة وبنسب مختلف في كثير منها. فأين الخلل؟