أفادت نتائج دراسة نشرتها مؤخرا المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بسطات، بأن جهة الشاوية ورديغة لا تزال من أهم الأحواض الوطنية لحركات الهجرة وأن الخروج من ترابها يظل من أبرز مميزات هذه الحركات. وحسب الدراسة المعنونة بتدفقات الهجرة لجهة الشاوية ورديغة: إحصاء 2004, فإن ما يوازي 975 ألف نسمة غادروا أو توجهوا إلى إحدى جماعات الجهة، مشيرة إلى أن نحو ثلثي هذا العدد ناجم عن التبادل مع جهات أخرى (592 ألف نسمة). ويتضح من هذه الدراسة أيضا أن هذا التبادل يتميز بأهمية عدد المغادرين للجهة نحو جهات أخرى إذ ناهز هذا العدد 399 ألف شخص مقابل 193 ألف شخص من الوافدين على تراب الجهة (أي وافد واحد على الجهة مقابل مغادرين اثنين لها). ويتوجه مهاجرو الجهة بالأساس نحو مدينة الدارالبيضاء، التي تستقبل لوحدها 4‚34 في المائة من مجموع المغادرين، يليها إقليمبني ملال ب7‚8 في المائة ثم الصخيرات تمارة ب7‚5 في المائة والمحمدية ب6‚5 في المائة. وسجلت الدراسة أن الأقطاب الحضرية بالجهة تجلب مزيدا من التدفقات انطلاقا من التجمعات الحضرية الكبرى المجاورة، مضيفة أن الهجرة من المجال القروي نحو الجهة لا تزال في مستويات عالية نسبيا. وعلى مستوى الاستقبال، سجلت الدراسة التبادل المتزايد والمتنامي بين مدينة الدارالبيضاء والتجمعات الحضرية لإقليمسطات الذي يبقى الوجهة المفضلة لحوالي 24 ألف شخص من أصل 75 ألف شخص غادروا تراب العاصمة الاقتصادية نحو الجهة. وتهدف هذه الدراسة، وفقا لما جاء في مقدمتها، إلى تقديم الإجابة عن عدد من الأسئلة المتعلقة، من ضمن أمور أخرى، بوزن حركات الهجرة وجغرافية التنقل ونقاط وأقطاب مصدر الهجرة وأحواض الاستقبال والتبادل مع المجالات المجاورة والأثر والوقع الاجتماعي والاقتصادي لهذه التدفقات.