قال المهندس محمد الحمداوي إنه في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا صحوة دينية وتطورا إيجابيا في مجال التدين، فإن هناك هشاشة وضعفا في مجال الممارسة والسلوك، تصل إلى حد الجرأة أحيانا في الهجوم على القيم والدين، من خلال محاولة بعض الجهات التطبيع مع المنكرات بمسميات شتى كالحداثة وتشجيع السياحة أو احتضان الفن أو الحريات الفردية أو غير ذلك. وقد شدد رئيس حركة التوحيد والإصلاح في محاضرة ألقاها بتطوان حول المغرب وقضايا الأمن الروحي والأخلاقي ، على أن تهديدات الأمن الروحي والأخلاقي لا تتمثل بدرجة كبيرة في التنصير والتشيع، بل في الإباحية والانحلال التي تعمل بعض الجهات على إشاعتهما من خلال السيل الجارف من المهرجانات الغنائية والسينمائية التي تجمع بين الميوعة والعري والمخدرات وإعلان الفواحش ومحاولة التطبيع مع الصهاينة. وهذا التجرؤ يقول الحمداوي يتطلب تدافعا حقيقيا بين تيار الإفساد وتيار الإصلاح الذي يوجب تحالف الجبهة الدينية مع كافة المخلصين من أصدقاء فاعلين في الحقل الديني ووطنيين غيورين وحلفاء متضررين من الفساد مهما كانت قناعاتهم الإيديولوجية وانتماءاتهم السياسية والفكرية. وقد حدد مجالات التدافع في مجال المرجعية الإسلامية ومجال الهوية (اللغة العربية، الدارجة، الأمازيغية، الفرنكفونية)، ومجال الأسرة والمرأة، ومجال الأخلاق والسلوك والعادات، ومجال الفن والإعلام. ونبه المحاضر إلى ضرورة تطوير آليات التدافع باعتباره ليس انتظارية وسكونا، أو مبالغة في التحصين والمحافظة، أو ردود فعل تجاه متغيرات لحظية، بل هو في العمق عامل نماء وارتقاء وتوسع، وفعلا استباقيا يتوخى الانتقال من مرحلة ردود الأفعال والاحتجاج، إلى مرحلة الفعل والمبادرة، ورفع مستوى الجاهزية لاقتناص الفرص واقتحام الميادين الجديدة، التي انتقل إليها مجال التدافع وكذا إعداد وتأهيل الأطر والكفاءات المبدعة التي تتجاوز مرحلة المواكبة لعملية التدافع، إلى مراحل الاستشراف الاستباقي المؤطر للمدافعة.