أكد محمد المرواني أن ما يعرف بملف بليرج صناعة أمنية سياسية، لتصفية حساب سياسي مع مواطنين مغاربة، قال إنه لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا ممارسة ما وصفه بالسياسة النظيفة بتعاقد مع المجتمع، ولنقل قضاياهم وهمومهم الحقيقية، وأوضح خلال جلسة أمس الخميس بمحكمة الاستئناف بسلا أن وجودهم اليوم بالمحكمة كشف للحقيقة وإحقاق الحق، مضيفا: ما دامت هناك إرادة سياسية واضحة لإصلاح القضاء، فنتمنى أن تكون هاته النازلة فرصة تاريخية لتحقيق ذلك، وطالب المرواني هيئة المحكمة بعرض الجرائم التي تتهمه بها والمتابع من أجلها، وكذلك عرض الأدلة والحجج التي اعتمدتها النيابة العامة ومناقشتها (الأسلحة ـ الأقنعة)، وأوضح المرواني سياق هذه المحاكمة متسائلا: لماذا رفض المغاربة الرواية التي روجت لها الجهات المسؤولة، والمتعلقة بكونهم خلية إرهابية، مثيرا عدة ملاحظات على هاته النازلة، التي تنعدم فيها المحجوزات، ولا وجود لشهود، لاسيما وأن التهم المنسوبة إليهم تتأسس على إيديولوجية ومقاصد، حسب قوله، وكان من الضروري حضور الشهود ليؤكدوا أنهم متطرفين، بالإضافة إلى انعدام الخبرة والمحاكمة العادلة، مشددا على أنه يطعن في المحضر. حيث أكد أنه ناقش مع الضابطة القضائية المسار التاريخي والفكري منذ إنشاء الشبيبة الإسلامية، إلى حزب الأمة، إلا أنها استعملت السرد التاريخي لتزوير وتزييف الوقائع، وشدد المرواني على أن مغرب اليوم محتاج إلى حلول سياسية واجتماعية واقتصادية، وليس إلى تصفيات سياسية ضيقة، مشيرا إلى أنه سبق وأن صرح أن الإسلاميين أعلنوا جهارا أنهم ضد العنف وينبذونه، وأن العنف سلاح العاجزين، وبالتالي فهذا الملف، قرار سياسي لجهات معينة حسب ما صرح به. يذكر أن مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، قد قال يوم الثلاثاء الماضي في المحكمة أن ما وصفهم بـالأعداء قد وظفوا ملف الإرهاب لنسف المسلسل الديمقراطي في المغرب. وقال إن من أسماهم بـالفوضويين والأوفقيريين الجدد الذين يودون أن يحكموا المغرب بمفردهم يريدون العودة بالبلد إلى سنوات الستينيات والسبعينيات.وأضاف المعتصم المتابع ضمن ما يسمى خلية بليرج بأنه قام بواجبه بعدما أبلغ حرزني بوجود تهديد بعمليات إرهابية ستستهدف مؤسسات حساسة بالمغرب، وأكد أن حرزني قام مباشرة بعد ذلك بإبلاغ كبار المسؤولين الأمنيين. كما كشف المعتصم أن اللقاء الذي عقد بطنجة في سنة 1992 حضره عبد القادر بليرج الذي قدم نفسه باسم عبد الكريم، وأضاف أن اللقاء ناقش عددا من المواضيع حول التطورات السياسية الوطنية والإقليمية آنذاك، وأوضح بأن بليرج أخبرهم بعد التداول في تأسيس حزب سياسي بأنه لابد أن يكون لهم عمق في الخارج حتى يكون لهذا الحزب مستقبل. ونفى المعتصم أن يكون موضوع الأسئلة قد طرح في هذا اللقاء أو أن يكون قد تعرف على هوية بليرج الحقيقية خلال الاجتماع، ووصف ما ورد في المحاضر بـ+الخزعبلات؛. وأكد في تصريحاته في جلسة الثلاثاء على إيمانه بأن الحوار هو السبيل الوحيد للتغيير، وأن النزاع بين الحاكم والمحكوم هو الباب الذي يدخل منه الاستعمار.