رأى أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان أن رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس نعى الحوار الوطني الفلسطيني في خطابه الذي ألقاه يوم الإثنين 27 أبريل 2009، وأضاف أن عباس ناقض نفسه في ثنايا الخطاب، مشيرًا إلى أن المقاومة لدى حماس حقٌّ مشروعٌ مارسته الحركة وكفتله، وأن مشروع أبو مازن لإنهاء المقاومة لا ينبع من ثوابت وطنية فلسطينية. وقال حمدان في تصريحٍ لفضائية الجزيرة الإثنين (27-4): أعتقد أن أبو مازن في خطابه نعى الحوار الفلسطيني قبل أن يبدأ، منزعجًا على ما يبدو من إصرارنا على النجاح ، مؤكدًا أن أفكاره غير جديرةٍ بالاهتمام . وحول اشتراط عباس -في خطابه المذكور- على الحكومة الفلسطينية القادمة الاعتراف بشروط الرباعية ، والالتزام بالاتفاقيات التي وقَّعتها منظمة التحرير، قال حمدان: نحن كحركةٍ لنا موقفٌ واضحٌ تجاه هذه الاشتراطات. وأضاف قائلاً: لا بد من تفاهمٍ وطنيٍّ فلسطينيٍّ قائمٍ على أسسٍ سياسيةٍ واضحةٍ، أما الحديث عن تفويض أشخاصٍ لم نثق بهم يومًا، ولا نستطيع أن نثق بهم اليوم ليتوَّلوا الشأن السياسي مقابل فتح المعابر أو البدء في عمليات إغاثة إنسانية؛ فهذا ابتزازٌ لا يمكن أن نقبله ، وأوضح أننا نريد حكومة تستجيب للشروط الوطنية الفلسطينية . واعتبر القيادي في الحركة تشكيل لجنة مفوَّضة محاولةً للتمديد لأبو مازن والهروب من استحقاق نتائج الانتخابات الفلسطينية، والهروب من الإقرار بضرورة تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية عليا يشارك فيها الجميع ، موضحًا أنه لدينا أكثر من 14 فصيلاً للعمل الوطني الفلسطيني، والبعض يحاول تقليص هذا العدد في صيغةٍ تعطي أبو مازن امتيازًا وتضيق على فصائل المقاومة، وتسمح له أن يمارس الدور السياسي كما يريد وفق المعايير الأمريكية والصهيونية . وحول طبيعة هذه المرجعية أكد حمدان: نريد مرجعيةً وطنيةً فلسطينيةً تضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية تكون معنيةً باتخاذ القرار الفلسطيني، سواءٌ على الصعيد السياسي أو الميداني . وتساءل: لماذا يصر البعض حتى الآن على تجاوزه إلى أفكار أضيق أو أقل قدرةً وفاعليةً في إدارة الشأن الفلسطيني اليومي؟! . وردًّا على تعليق عباس على المقاومة قال القيادي في حماس : إن المقاومة حقٌّ مشروعٌ مارسناه وكفلناه لكل الفصائل.. نحن طرحنا على الفصائل الانخراط في برنامجٍ على أساس المقاومة لتتكامل الجهود ، مشددًا على أن ما يقدمه أبو مازن من مشروعٍ لإنهاء المقاومة لا ينبع من ثوابتَ ولا من قيمٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ. واعتبر ممثل حماس في لبنان الأداء الأمني لأجهزة عباس الأمنية -والذي أقرَّ به عباس في خطابه- عائقًا لا يمكن أن يؤديَ إلى تفاهمٍ، مضيفًا: عباس أقرَّ في خطابه أنه وفَّر الأمن للكيان الصهيوني بقوله لقد قمنا بما علينا في الموضوع الأمني، وعلى إسرائيل أن تقوم بما عليها ، وهذا يعني أن كل أدائه الأمني في الضفة الغربية كان لصالح الكيان الصهيوني لا لصالح الشعب الفلسطيني . وشدد على أن عباس يريد اليوم أداءً لصالح الكيان الصهيوني في غزة، وأداءً لصالحه أيضًا على المستوى الوطني الفلسطيني .