دعا عبد المجيد المناصرة رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين إلى ضرورة فتح حوار واسع مع الغرب بكل مكوناته باعتباره البديل الحقيقي لتجاوز حالات العداوة والكراهية؛ في ظل الأجواء الإرهابية القائمة من نقل للجيوش وغزو لأفغانستان وتداعيات العدوان الصهيوني على لبنان وغزة التي لا زالت تعاني حصارا في ظل عدم الاهتمام، خصوصا وأن هناك إشارات أرسلتها إدارة أوباما إلى العالم الاسلامي، وقال المناصرة الذي كان يتحدث في افتتاح ندوة الحوار بين الحركات الإسلامية والغرب المنعقدة بأكادير يومي الأحد والاثنين 26 و27 ابريل 2009 الجاري الحالي، والتي ينظمها حزب العدالة والتنمية بتنسيق مع منتدى البرلمانيين الإسلاميين: لا نقبل بالحوار الذي يتوجه الى احتواء الحركات الإسلامية لإعادة صياغة عقولنا ومفاهيمنا، مضيفا نحن نريد أن يبقى الحوار خالصا بعيدا عن كل سلوكات خاطئة، أو الاملاء والتوجيه، بل باحترام الآخر والبحث عن المشترك. المناصرة أشار إلى أن المنتدى عندما تأسس وضع الحوار في منهجه، ليس بديلا عن أي عمل رسمي، بل بغية الوصول الى أرضية مشتركة للتحاور مع الغرب، مشيرا إلى أن كل الجلسات والمبادرات كان حوارها أكاديميا وليس سياسيا، مؤكدا أن الإسلاميين عليهم فهم وإدراك حاجياتهم، والتحاور مع الآخر، خصوصا مع المتغيرات الدولية التي تشجع، وأن الهدف هو تحويل الحوار من حوار أكاديمي إلى حوار سياسي، وأن نكون مبادرين. وبخصوص مستويات نجاح الحوار أكد المناصرة أن هناك ثلاث مستويات للنجاح، قائلا في هذا السياق: في المستوى الأول نريد من خلال الحوار مع الغرب أن نصل إلى درحة الفهم دون وسائط؛ من خلال الحرص على الفهم الحقيقي للغرب بأن نفهمه ويفهمنا، المستوى الثاني التفاهم حول برامج وقضايا مشتركة، المستوى الثالث التفهم، وذلك بأن يتفهم كل طرف خصوصيات الآخر بعيدا عن الإلغاء والإقصاء. في سياق آخر أشار المناصرة أن المواضيع المطروحة التي تطرح علينا في موضوع الحوار هي غالبا شبهات، ونحن نجد أنفسنا في موقع الردود والمرافعات، ومن المواضيع التي نقترحها في هذا الصدد موضوع المقاومة، باعتبارها حقا من حقوق الشعوب التي تقتل وتذبح، إذ يجب ألا يقع الخلط بين المقاومة التي هي حق، والإرهاب الذي هو اعتداء. الموضوع الثاني هو الديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصة مع الخلط الحاصل لدى الغرب الذي يضحي بالحقوق من أجل المصالح. الموضوع الثالث هو قضايا التنمية وخاصة في ظل الأزمة العالمية التي ستكون آثارها مدمرة على نظام الحماية العادل للدول العربية والإسلامية ناصر الصانع من جهته الذي حرص على حضور هذه الندوة بالرغم من ظروف الكويت الانتخابية حاليا، والذي هو في نفس الوقت المكلف بملف قضايا الحوار مع الغرب في المنتدى، أشار إلى أن تجربة المنتدى جعلت الغرب يشعر بأنه قد ضاع الكثير من الوقت في الاتصال مع فاعلين لا يمثلون الشارع، وبالتالي فما يتم التوصل به في ندوات الحوار يعكس رؤية نخبوية، بل وعدائية للتيارات الإسلامية، وهذا ما شكل تضليلا للرأي العام الغربي، فأصبح لا يرى حقيقة ما يدور في المجتمع. عندئد بدأوا يكسرون الحاجر، ويتصلون بهذه التيارات، بمعنى أنه يريد أن يتعرف على هذه التيارات الإسلامية؛ خصوصا مع النتائج الباهرة التي أصبحت تحصل عليها هذه التيارات في عدد من الدول؛ لولا تدخل السلطات للتزوير في فلسطين ومصر والمغرب، وهو ما يؤكد الالتفاف الشعبي حول هذه التيارات في مشهد مثير. في هذا السياق قال الصانع: نحن بحاجة الى الانتقال من الانتظار الى الاقتدار، وطرح مبادرات، والنظرة الجادة إلى إصلاح الثغرات، وهذا ما سيجعلنا ننتقل من التعليق العابر الى طرح أوراق وإجراء أبحاث، مطالبين الآخر الغرب بالتعليق عليها، وكذا نقل الحوار في الحقل السياسي إلى محاورة الغرب، وتبيان مدى مصداقيتهم فيما يرفعون من شعارات، بمعنى ـ يضيف الصانع ـ نريد في المنطقة أن نطلق مبادرات فيها رسائل إلى الآخر، خصوصا وأن هناك من لا يفرق بين الإسلام والإرهاب، وأكد الصانع أيضا أننا نحتاج في أجندتنا إلى أن نحدد المحتوى الفكري للحوار، ومع من نتحاور؟ ما طرفا الحوار؟ وإلى أي درجة يوجد نموذج يمثل الحوار؟ هل التركي؟ أم الإيراني؟ أم ماذا؟ ... وما هو الحد الأدنى الذي نشترك فيه؟ .. وما المنهجية المقترحة للحوار؟ نحتاج أيضا ـ يضيف الصانع ـ إلى المؤسسية في العمل حتى نستطيع أن نعمل بهدوء. الحاجة الثالثة هي الانتقال من الحوار الفكري إلى الحوار السياسي مع البرلمان الأوربي والمفوضية الأوربية والصين وغيرها، وأن تكون لنا المبادرة، وأن نعقد اجتماعات مع قادة العالم .... هذا وتتلخص أهداف هذه الندوة في تقييم المبادرات الحوارية السابقة من خلال استعراض أهمها والمنهجيات المتبعة فيها، وتحليل دور مؤسسات التفكير والبحث في تجربة الحوارات، ومدى آثار ذلك على السياسات الغربية تجاه العالم الإسلامي، فضلا عن تحديد قضايا الحوار التي تشكل الأولويات. وفي السياق ذاته، ترمي هذه الندوة إلى الخروج بعمل تنسيقي بغية المبادرة لإنجاح حوار مستمر ونافع مع الغرب لمصلحة الأمة عموما.