بعد أن أعلنت واشنطن عن خطة لمكافحة تفشي القرصنة، فى خليج عدن وأمام سواحل الصومال، تدعو إلى تجميد أرصدة القراصنة وملاحقتهم أمام القضاء من قبل البلدان المعنية، كشفت تقارير صحفية خطيرة عن تورط دول خليجية، وعلى رأسها مدينة دبي، في عمليات غسيل أموال قراصنة الصومال. وذكرت صحيفة الإندبندنت اللندنية أن عصابات الجريمة المنظمة تنشط في دبي ودول خليجية أخرى تقوم بغسل مبالغ طائلة من الأموال التي يجنيها القراصنة من وراء اختطاف السفن في القرن الأفريقي. وجاءت هذه الاتهامات في وقت تعهد فيه حاكم دبي بمكافحة الفساد قائلاً إن الملاحقات القضائية الحديثة تظهر جدية السلطات مؤكدا أنه لا مكان للفساد والفاسدين. وفي كل قضايا الفساد لا تتم مقاضاة الفاسدين ومعاقبتهم فقط. ولكن يتم سد أية ثغرة إدارية وقانونية استغلوها لارتكاب جرائمهم. غير أن تصريحات حاكم دبي أثبتت ما ذهب إليه مراقبون غربيون بأن قفزة دبي بنيت على فساد مالي مفزع إلى حد أصبحت فيه المدينة الخليجية معقلا لعصابات المافيا والقرصنة. فقد برهنت الأزمة الإقتصادية العالمية التي تضرب العالم هذه الأيام أن إمارة دبي قائمة على غسيل الأموال والدليل الركود التجاري والاقتصادي التي تمر به دبي هذه الأيام وتوقف المشاريع الإنشائية وإلغاء بعض المشاريع العقارية الكبرى التي كانت تعمل على إنشائها بسبب عدم توفر السيولة وتوقف البنوك عن تمويل هذه المشاريع عما كان في السابق، مما أدى الى هروب رؤوس الأموال المعتمدة على غسيل الأموال. يذكر أن القراصنة حصلوا على حوالي 80 مليون دولار، أي ما يعادل 56 مليون جنيه استرليني، من وراء اختطاف السفن، حسب مزاعم الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الرقم يفوق بكثير أموال الفدية التي تم الاعتراف بها من قبل. كما أن قسما من هذه الأموال ذهبت إلى ملاذات القراصنة في الصومال وتم توظيف ملايين منها عبر حسابات مصرفية في الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ويقول كريستوفر ليدجر الضابط السابق في البحرية الملكية البريطانية ومدير الشركة المتخصصة في الحماية البحرية آيدرات أن هناك دليلا على أن عصابات الجريمة المنظمة في دبي ومنطقة الخليج تلعب دوراً محوريا في عمليات القرصنة الجارية في القرن الأفريقي، كما أن ضخامة الأموال المتداولة منحت هذه العصابات سيولة ووسائل متطورة لنقل هذه الأموال والحصول على تقنيات متقدمة لتنفيذ عمليات الإختطاف. واعتبر ليدجر القرصنة مشكلة دولية، ودعا شركات الشحن البحري إلى تدريب طواقمها على طرق التعامل معها. واكتشف محققون بأن عصابات القرصنة تستغل المعلومات المتوفرة لصناعة الشحن البحري للتخطيط لهجماتها واشترت معدات حديثة لالتقاط الاتصالات بين السفن، كما أن بعض العصابات التي تحظى بتمويل جيد استخدمت طلاء اخترعه عالم ألماني يعيش في الإمارات يجعل من الصعب اكتشاف قواربها من قبل رادارات سفن الشحن التجارية.