بدأ الاتحاد الأوروبي بتسيير دوريات بحرية في مياه الصومال, لمحاربة القرصنة التي تزايدت بشكل كبير هذا العام. وتشارك ثماني دول هي بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان وهولندا وإسبانيا والسويد, في دوريات قوامها ست بوارج, وثلاث طائرات استطلاع, مهمتها حراسة السفن , والقيام بعمليات ضد القرصنة بقيادة بريطانية, في مياه مساحتها مليون كيلومتر مربع. وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، خافيير سولانا , إن القوة, التي تعرف اختصارا ب»أوناففور» , مهامها الحراسة والردع والحماية, ولديها قواعد اشتباك صارمة, وهي قواعد صادق عليها وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعهم الأخير ببروكسل. وسقطت نحو مائة سفينة تجارية ضحية عمليات قرصنة منذ بداية العام في مياه الصومال وخليج عدن, واحتجز مسلحون بعضها وطواقمها أسابيع طويلة, طلبا للفدية. وتحوم شكوك حول فعالية القوة الأوروبية التي تخلف قوة للحلف الأطلسي تجوب خليج عدن والمحيط الهندي. فإضافة إلى المساحة , هناك مشكل قانوني, فقليل من الدول التي تشارك في القوة يمكنها محاكمة القراصنة الموقوفين, ففرنسا مثلا -الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي- ألغت قوانينها المتعلقة بالقرصنة قبل 14 شهرا تقريبا, إضافة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها تسليم الموقوفين إلى دول قد تطبق الإعدام. وعرضت جمهورية أرض الصومال, التي أعلنت استقلالها من طرف واحد, فتح موانئها أمام البوارج التي تحارب القرصنة, في وقت دعا فيه رئيس الوزراء الصومالي , نور حسن حسين , إلى دعم دولي عاجل لبلاده لمواجهة الظاهرة. وكان الرئيس الصومالي ، عبد الله يوسف, قال سابقا إن «عصابات إجرام دولية» تملك سفنا كبيرة تقدم مساعدة للقراصنة، لأن السفن الصغيرة التي يملكها القراصنة لا تستطيع خطف سفن تبعد ألف ميل، حسب قوله. وحسب مراسل الجزيرة , عمر محمود, الذي زار مدينة إيل الصومالية, معقل القراصنة , وقرية غبح , التي ترسو قبالتها سفن اختطفها القراصنة مؤخرا, فإن حصول القراصنة على عشرات ملايين الدولارات فدية ، جعل الصيادين والقرويين يهجرون أعمالهم ويحترفون القرصنة. ونقل عن قرصان قوله إنهم يعدون أنفسهم حرس سواحل بعد انهيار سلطة الدولة , وفقد وظائفهم، وإنهم يفرضون إتاوات على السفن التي تدخل المياه الإقليمية. ويقول مراقبون إن محاربة القرصنة لا يجب أن تجري في البحر، لكن في البر, أي في الصومال نفسه حيث أصل المشكلة. وقال الشيخ حسن طاهر أويس , زعيم «تحالف إعادة تحرير الصومال» )جناح أسمرا( «نحن القوة الوحيدة التي يمكنها القضاء على القرصنة في المياه الصومالية، لكن العالم رفض منحنا الفرصة لحكم الصومال رغم إرادة أغلبية الصوماليين».