لا تزال تنسيقيات شغيلة النقل الطرقي تستنكر التصريحات التي أدلى بها الهمة والموالون لحزب غلاب، والمتمثلة في كون هؤلاء هم من أقنع المهنيين بتعليق الإضراب لمدة 15 يوما، مستغربة في تصريحات هاتفية لـالتجديد تغيير بعض الفرق البرلمانية لموقفها، ومؤكدة أن تلك الفرق بالذات كانت تدعو إلى تسريع المصادقة على مشروع المدونة بالرغم من رفض المهنيين له، والآن تركب على نجاح إضراب الشغيلة. من جهته، شدد محمد غزلان، الكاتب العام للمنظمة المغربية للشغالين المتحدين، بهذا الخصوص، أن قرار الإضراب نفذته شغيلة النقل للدفاع على حق من حقوقها، وهو رفض مشروع لايعنيها بالنظر إلى البنود الزجرية والحبسية التي يتضمنها، وقرار تعليق الإضراب جاء مراعاة لتداعيات الإضراب على المواطنين من جهة، ولبداية حوار جدي مع الجهات الرسمية، وأمام هذا الصمت غير الواضح؛ سيضطر مليونان ونصف مليون من مهنيي النقل بالمغرب إلى الاتحاد لتنفيذ حركات احتجاجية غير مسبوقة في المستقبل القريب، وأضاف غزلان في تصريح لـالتجديد أن الوزير الأول، عباس الفاسي، مصر على تهميش التنسيقيات التي تمثل المهنيين بشكل مباشر، ويتحاور مع نقابات صادقت في السابق على هذا المشروع، بل واستنكر في السابق الإضراب الذي خاضته الشغيلة. هذا وعبر العديد من ممثلي مهنيي النقل ممن اتصلت بهم التجديد عن تخوفاتهم من أن تتخذ بعض الأحزاب من موضوع الإضراب الذي خاضته شغيلة النقل لأسبوعين على خلفية رفضها لمشروع مدونة السير على الطرق، مطية لأغراض سياسية. وأكدت مصادر مهنية لـ التجديد أن شغيلة النقل التي نفذت الإضراب لازالت تواصل اجتماعاتها في مختلف المدن المغربية، وذلك لاتخاذ القرار المناسب في ظل صمت الحكومة بالرغم من مرور خمسة أيام على تعليق الإضراب، ضاربة عرض الحائط التصريحات التي أعلنت عنها، والمتمثلة في قرار شروع الحكومة في دراسة المقترحات المقدمة لها قصد أخذها في الاعتبار في صياغة التعديلات التي سيتم إدخالها على مشروع المدونة المعروض على أنظار مجلس المستشارين. والاتفاق على العمل على معالجة القضايا الاجتماعية، وتلك المتعلقة بظروف ممارسة المهنة من قبل مهنيي وشغيلة قطاع النقل الطرقي، وعلى الخصوص منها ما يرتبط بالتأمين والضمان الاجتماعي والتغطية الصحية والتقاعد والإسكان والتكوين المهني.