أهدى الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما كتابًا يتهم الولاياتالمتحدة وأوروبا باستغلال ونهب أمريكا اللاتينية طوال قرون.فبعد المصافحة التاريخية بين الرئيسين الفنزويلي والأمريكي؛ قام الرئيس شافيز من مقعده، واتجه نحو أوباما مقدمًا له هدية من كتاب افتحوا عروق أمريكا اللاتينية.. خمسة قرون من نهب قارة، بحسب تقرير للصحفي جيك ترابر كبير مراسلي شبكة (إيه بي سي) في البيت الأبيض، والكتاب من تأليف إدواردو جاليانو من أوراجواي. وفي المقابل قام أوباما بقبول الهدية، وصافح شافيز بحرارة، والتقط معه الصور. ويقدم الكتاب ـ الذي تم تأليفه في إسبانيا في 1971م ـ نقدًا لنتائج الاستعمار الأوروبي والأمريكي لأمريكا اللاتينية؛ الذي استمر لخمسة قرون. ويقول المؤلف في كتابه: إن تقسيم العمل بين الأمم هو أن بعضها متخصص في الكسب، والآخرين متخصصون في الخسارة. ويضيف جاليانو في مقدمة كتابه: إن جزءنا هذا من العالم المعروف اليوم باسم أمريكا اللاتينية كان مبكرًا في هذا؛ فقد تخصَّص في الخسارة منذ أزمنة بعيدة عندما تجرَّأ هؤلاء على عبور المحيط وغرسوا أسنانهم في حناجر الحضارات الهندية.... وينتقد المؤلف في موضع آخر الولاياتالمتحدة بسبب ما وصفه بـنشر وفرض تنظيم الأسرة (في القارة)؛ ففي أمريكا اللاتينية يكون من الأفضل للصحة وأكثر فاعليةً أن تقتل أفراد حرب العصابات في الرحم بدلاً من الجبال أو الشوارع. وفي أول خطوة اعتبرها مراقبون بالجريئة، أقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مصافحة أشد الرؤساء انتقادا للبيت الأبيض من دول أمريكا اللاتينية، في الوقت الذي أكد فيه أوباما أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى بداية جديدة في علاقاتها مع كوبا الشيوعية. وقال أوباما في الجلسة الافتتاحية في القمة الخامسة للأمريكتين المنعقدة في ترينيداد وتوباغو، الجمعة الفائت، الولاياتالمتحدة تسعى إلى بداية جديدة مع كوبا.. أدرك أن هناك مشوارا أطول يتعين القيام به للتغلب على عقود من انعدام الثقة، ولكن توجد خطوات سريعة نستطيع القيام بها في اتجاه يوم جديد. وقوبلت كلمات الرئيس الأمريكي حول كوبا بتصفيق حار، تبع تصفيقا آخر بعد مصافحة أوباما للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، أحد أكثر منتقدي واشنطن شراسة في المنطقة. وتابع أوباما قائلا: لا يمكن أن نسمح بأن نكون أسرى لخلافات الماضي.. إنني مستعد لجعل إدارتي تشارك الحكومة الكوبية بشأن مجموعة كبيرة من القضايا.. ابتداء من حقوق الإنسان وحرية التعبير والإصلاحات الديمقراطية إلى المخدرات والهجرة والقضايا الاقتصادية. وكان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قال إن حكومته مستعدة للتحدث بشأن كل شيء مع الولاياتالمتحدة بما في ذلك السجناء السياسيين وحرية الصحافة. يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوكوبا مقطوعة منذ عام 1959 عندما قامت الثورة في هافانا بقيادة فيدل كاسترو. والأسبوع الماضي خفف أوباما الحظر التجاري الذي تفرضه أمريكا على كوبا منذ 47 عاما، عبر تخفيف بعض القيود المتعلقة بالسفر والتحويلات المالية مع الدولة الشيوعية بالنسبة للكوبيين من أصل أمريكي. وعلى هامش القمة، جاءت مصافحة أوباما للرئيس شافيز لتبشر بتحسن محتمل في العلاقات مع أحد أكثر موردي النفط للولايات المتحدة أهمية. وقال المكتب الصحافي التابع للرئاسة الفنزويلية إن شافيز قال للرئيس الأمريكي أريد أن أكون صديقا لك، وقال شافيز للصحفيين الرئيس أوباما رجل ذكي ويختلف عن السابق.