اعتبر يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن مسألة الأخلاقيات تشكل أكبر قضية ستواجه مهنة الصحافة في المستقبل. وقال في عرض قدمه أول أمس خلال ندوة نظمها اتحاد الصحفيين العرب والمنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية بالقاهرة، إنه أمام ما يشهده العالم من تحولات كبيرة، سواء على مستوى الاقتصاد، وتداعيات الأزمة المالية الحالية.. فإن الأحكام المسبقة والأفكار الجاهزة تصبح هي الأكثر قدرة على الاستحواذ على الآراء والتصورات، عبر الصحافة ووسائل الإعلام. وأكد مجاهد، في عرضه الذي تناول فيه موضوع وسائل الإعلام والتنمية في المغرب العربي، صعوبة التحكم في هذه القضايا مع تطور استعمالات الانترنيت حيث أصبحت ظاهرة المواطن الذي يقوم بدور الصحافي تتنامى، وأخذ كل الناس يتعاملون مع التكنولوجيات الحديثة في أبعادها المزدوجة، كمتلقي وكفاعل. وقال إنه اعتبارا لذلك فإن الصحافة الأخلاقية، التي تقوم على مبدأ المسؤولية الاجتماعية والالتزام بقيم حقوق الإنسان والعدالة والنزاهة والشفافية، تطرح بشكل أشمل مما كان عليه الأمر في السابق، حيث كانت محصورة في الصحافيين وحدهم.واعتبر أن استعمالات التكنولوجيات الحديثة تطرح تحديات حتى عن موقع الصحافيين أنفسهم داخل المؤسسات الصحافية والإعلامية، بعد أن أصبح مالكو هذه المؤسسات يحاولون استغلال الصحافيين بطريقة جديدة، إذ يحولونهم إلى تقنيين يقومون بشتى المهام، من المكتوب إلى الصوت والصورة والتوثيق والتوضيب، وغيرها من المهام التي كان يقوم بها عاملون آخرون. وأضاف أن مالكي هذه المؤسسات، سواء كانوا في القطاع العام أو الخاص، يسعون كذلك إلى تقليص التعاقدات مع الصحافيين والعاملين والاعتماد على المشتغلين بطريقة عرضية من أجل تقليص مصاريف التسيير، دون الاهتمام بجودة المنتوج.