كيف جاءت فكرة تأسيس شبكة جمعيات دكالة غير الحكومية، وماهي القيمة المضافة التي قدمتها للمجتمع؟ في ظل التشرذم الذي يعرفه العمل الجمعوي، وفي إطار تنفيذ إحدى توصيات أحد الأيام الدراسية والملتقى الأول لجمعيات دائرة الزمامرة المنظم من طرف جمعية الأفق الزمامرة تأسست شبكة جمعيات دكالة غير الحكومية يوم 4 غشت 2006 بعد نقاش كبير وعدة مشاورات دامت أكثر من سنة بين مختلف الفاعلين والفاعلات الجمعويات من أجل خلق إطار يوحد جهود مختلف الجمعيات قصد التواصل وتبادل الخبرات والتجارب، وتبقى أكبر قيمة سجلت لأول مرة هو التحول المؤسساتي من جمعية إلى شبكة للجمعيات مع الحفاظ على استقلالية كل جمعية. كيف تردون على من يضعون معظم الجمعيات في سلة واحدة ويصفونها بالانتهازية؟ لاشك أن الحركة الجمعوية بالمغرب تعيش عدة تحولات منذ سنوات، وفي ظل الإكراهات التي يتطوع فيها كل الفاعلين والفاعلات، شيء طبيعي أن تتواجد بعض اللوبيات التي تتضايق من هذا التطور الإيجابي سواء في الإدارة العمومية أو بعض المسؤولين الذين لازالوا لم يستوعبوا بعد المفهوم الجديد للسلطة، وهناك طرف من المجتمع الحزبي لازال ينظر إلى الفاعل الجمعوي بنظرة المنافس الذي يجب محاربته، وإن لم يستطع احتواءه يسعى لتقزيمه، وهنا تبرز تلك الشرذمة التي تنعت الجمعيات بالانتهازية، ناسية أن هذه الأخيرة تكمل مجهودات الدولة في عدة مجالات، ولكي نكون موضوعيين، لابد من الاعتراف بأن الفعل الجمعوي عرف كذلك ظهور بعض النماذج البشرية التي أعطت صورة سيئة على الفعل الجمعوي التطوعي الجاد، حيث أصبح البعض يمارس الاسترزاق باسم العمل الجمعوي، وهنا تكمن أهمية تدخل الدولة لإرجاع الأمور إلى نصابها والضرب على أيدي كل المتلاعبين بالمال العام وبالمشاكل الاجتماعية للفقراء. ماهي أهم الاختلالات والمعيقات التي تعترض أداءكم كفاعلين جمعويين؟ في ظل ضعف أو انعدام ثقافة جمعوية شاملة، لا زالت استراتيجة التشبيك ببلادنا وبالخصوص في إقليم دكالة تعرف عدة صعوبات من أجل بلورة رؤية جديدة تنهض بالفعل الجمعوي لكي يؤدي رسالته المجتمعية، بالإضافة إلى الفراغ القانوني في هذا المجال، ويبقى دور الدولة أساسي كمتدخل خصوصا في كل ما يتعلق بالتكوين والمصاحبة والبحث عن سبل التمويل والدعم المادي، لتتمكن كل الجمعيات من اكتساب المهارات اللازمة لأداء واجبها. وبخصوص شبكة جمعيات دكالة غير الحكومية يبقى أكبر عائق أمام غالبية الجمعيات المنخرطة فيها هو الخصاص المهول في ميدان التكوين وضعف أو انعدام الدعم المادي، وإن توفر فإن توزيعه يعرف اختلالات كبيرة على صعيد الجهات المانحة... رئيس شبكة جمعيات دكالة غير الحكوميةام ثقافة