قامت مصالح الشرطة القضائية يوم الأحد 29 مارس 2009 بإبعاد خمسة مبشرين خارج المغرب كانوا قد قدموا من الخارج، وذلك وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية في بلاغ لها. وأوضح البلاغ أنه تم إيقاف هؤلاء الأشخاص يوم السبت خلال عقدهم اجتماعا تبشيري كان يحضره مواطنون مغاربة. مضيفا أنه تم حجز العديد من الوسائل الدعائية التبشيرية بمكان انعقاد الاجتماع، من ضمنها كتب وأشرطة فيديو باللغة العربية، وأدوات طقوسية أخرى، ولم يحدد البلاغ جنسية هؤلاء، إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية اف ب أن المرحلين هم 4 إسبان وألمانية. وتعليقا على إجراء ترحيل هؤلاء الأجانب إلى بلدانهم قال المحامي الحبيب حجي إن وزارة الداخلية خالفت بهذا الإجراء القانون المغربي الذي يعاقب على أي فعل يشكل زعزعة لعقيدة المسلم، وكان على الشرطة القضائية أن تنجز محضرا بالواقعة وتحيل الملف إلى النيابة العامة ثم تقديم المعتقلين للمحاكمة، حيث إن المحكمة هي المخولة باتخاذ قرار ترحيلهم أو غيره. وأوضح حاجي أن وزارة الداخلية قامت بمهمة القضاء في هذه الحالة . من جهته قال الدكتور سعيد شبار باحث في قضايا التنصير ورئيس المجلس العلمي ببني ملال إنه لم يعد بالإمكان السكوت على عدد من الظواهر التي أصبحت تتجه نحو الظهور العلني، بعد أن كانت من قبل ضعيفة وتشتغل في سرية كاملة مثل التنصير والتشيع والشذوذ الاخلاقي، منوها في تصريح لـالتجديد بما قامت به السلطات الأمنية من اعتقالها لعدد من المبشرين، واعتبر شبار أن هذا الإجراء في محله لأن الظاهرة تحتاج إلى مقاربة أمنية للحد منها إلى جانب المقاربة الفكرية والثقافية. وأشار شبار إلى الدعم الذي تتلقاه جماعات التنصير من جهات ومراكز ومؤسسات تنشط في الغرب ولا تتردد في استغلال الفراغات التي يعاني منها المجتمع مثل الفقر والأمية والأمراض وغير ذلك. وشدد على أن المقاربة الأمنية ينبغي أن تستمر وأن تواكب بعمل فكري وثقافي لتوعية عموم المواطنين بعدد من الظواهر التي أصبحت تهدد تدينهم، مشيرا إلى أنه إذا استمر التنصير من جهة والتشيع والانحلال الخلقي والشذوذ من جهة أخرى، سيصبح مجتمعنا مهددا في وحدته وتماسكه وارتباطه بثوابته الدينية التي اختارها تاريخيا، وسيصير عبارة عن تشكلات تخضع لمنطق الأقليات، حيث تحتاج كل أقلية إلى دعم وحماية خارجية، معتبرا أن في هذا تهديدا لأمن ووحدة المغرب الروحية والسياسية والاجتماعية وغيرها. وتتضارب الأرقام حول عدد المبشرين بالمغرب فبعض المصادر قدرت عددهم بالعشرات بينما تحدد مصادر أخرى عددهم بـ500 منصرا واخرى بـ 800 ينتمون لجل البلدان الأوربية والولايات المتحدةالامريكية، وتقول بعض المصادر إن معظمهم من الامريكيين بروتستانيين مسجلين رسميا بالكنيسة الإنجيلية بالمغرب. وأما بخصوص عدد المغاربة الذين تنصروا فإن بعض المصادر الإعلامية قدرت عددهم سنة 2008 بحوالي 50 ألف شخص.