البحرين: فيما لا يزال المجتمع البحريني يبدي تخوفه من تمدد تنظيم عبدة الشيطان وتغلغله داخل صفوف الطلبة الأحداث في المدارس، كشفت مصادر أن أعداداً لا يستهان به من الفتيان الصغار في المرحلة المتوسطة، أصبحوا ضحايا جددا للتنظيم في البحرين، وأن هناك مخاوف جدية أن يكون من بينهم فتية سعوديون يعيشون هناك مع ذويهم، في وقت يبدو فيه أن هذه الظاهرة تجد له تربة خصبة بين طلاب لذويهم مكانة اجتماعية مرموقة في عدد من الدول الخليجية. في حين أن زعيم التنظيم الذي تمكنت السلطات من كشف اسمه الأول شام.مفي سنة ,2005 أكد للسلطات المعنية براءة أتباعه وبراءته هو من تهمة الانتساب لتنظيم عبدة الشيطان، قائلا إن ما يجمعه وأصحابه هو حب الموسيقى فقط. تونس: تمكنت السلطات الأمنية التونسية يوم الإثنين 20/8/2007 من القبض على أزيد من 15شابا، قيل إن لهم علاقة بقضية عبدة الشيطان التي تم الكشف عنها قبل شهرين، وقد وُجِّهت لهم تهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص لها. وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة التونسية عن اكتشاف أتباع هذه الطائفة، حيث اعتقلت السلطات الأمنية خلال شهر يونيو الماضي نحو 70 شابا وشابة أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية بتهمة ممارسة طقوس ما يعرف بـعبدة الشيطان في سرية تامة، وأشارت تقارير إعلامية آنذاك. ملاحظات عن الظاهرة في المغرب -الملاحظة الأولى: لا تختلف ظاهرة عبدة الشيطان في المغرب عنها في المشرق، فقد تسربت إلى المغرب في نفس السياق الزمني الذي دخلت فيه إلى كل من مصر ولبنان، وإن كانت تأخرت نسبيا في دول الخليج، وهو الأمر الذي يرجح أن يكون لهذه الحركات التي تخترق العالم العربي تنظيم جامع أو مخطط خارجي يرتب استراتيجية الانتشار بحسب خصوصية البلدان، بحيث تقدم الدول الأكثر حرية ثقافية (لبنان، مصر، المغرب)، بينما توضع استراتيجية خاصة لاختراق الدول العربية الأكثر محافظة. ـ الملاحظة الثانية: وتتعلق بآليات الاشتغال، إذ يلاحظ في المغرب كما هو على مستوى البلدان العربية نفس الاستراتيجية، التي تتغلف بها أنشطة عبدة الشيطان بالألوان الموسيقية الجديدة (البلاك ميتال، الهارد روك، الهيفي ميتال). ـ الملاحظة الثالثة: وتتكرر في المشهد العربي برمته، إذ تلجأ هذه المجموعات إلى نفي صلتها بعبدة الشيطان ومعتقداتهم، وترجع الطقوس الغريبة التي يسلكونها إلى مجرد هواية الموسيقى ومجرد التقليد للمظهر الخارجي. -الملاحظة الرابعة: وتتعلق بنوع الدعم الذي تقدمه بعض الجهات لهذه الطائفة، فلأن الأمر يتعلق بممارسة هؤلاء لمعتقدات خطيرة؛ فإن الدعم في الغالب ما يتخذ شكل توفير فضاءات توفر لهم الإطار للتحرك العلني وممارسة طقوسهم، بل وممارسة عملية الاستقطاب، وذلك من خلال تنظيم حفلات موسيقية ومهرجانات لهذه الألوان الموسيقية الجديدة. ـ الملاحظة السادسة: وتتعلق بحقل الاستقطاب ومجاله الحيوي، والذي يتركز يشكل خاص في أوساط الشباب المراهقين، وبشكل خاص، في المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية، وبشكل أقل حدة في الجامعات، بحيث يتم استثمار التلاميذ بواسطة الموسيقى، ليتم بعد ذلك إدخالهم في دائرة الممارسة الجنسية غير الشرعية، ليجودوا أنفسهم بعد مدة في عمق المعتقدات الفكرية لهذه الطائفة.