أعلن عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف أن الملك محمد السادس تبرع ب 5 ملايير درهم من ماله الخاص لإعادة بناء كلية الزراعة بجامعة الأزهر بمدينة غزة، وأوضح المدغري في ندوة دولية، نظمتها وكالة بيت مال القدس بتعاون مع جامعة القاضي عياض وجمعية الأطلس الكبير حول سبل حماية القدس ونصرة عزة السبت الأخير بمراكش، أن الكلية سيعاد بناؤها بالطابع الهندسي المغربي، وستكون عنوانا للأخوة بين الشعبين المغربي والفلسطيني. ومن جانبه، أوضح يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس ونائب رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأزهر، أن تكلفة إعادة البناء قد تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي، مضيفا أن الكلية ستحمل اسم ملك المغرب. وفي السياق ذاته، قال المدغري، إن وكالة بيت القدس الشريف اختارت النزول إلى الأرض وتنفيذ عدة مشاريع، من جملتها تزويج الشباب الفلسطيني (تبرع قاضي قضاة بالعقد مجانا)، وشراء وتوقيف مدارس أصبح أهلها غير قادرين على الاحتفاظ بها جراء الديون التي تراكمت عليهم، وتوزيع 18 ألف رغيف يوميا على الفقراء في القدس، وإصلاح الزاوية المغربية التي تقطنها 16 من بقايا الأسر في حي المغاربة، والتي كانت الآلة الصهيونية الوحشية قد هدمتها. وأوضح المدغري أن الوكالة أهدت الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا سيارتا إسعاف، كما تم إعطاء الانطلاقة لإقامة قسم لجراحة الأعصاب والأورام الدماغية بمستشفى المقاصد، وإحداث وحدة لتشخيص أمراض الكلي بمستشفى المطلع، وتم الاتفاق أيضا على بناء مصحة في باحة المسجد الأقصى تساعد على معالجة المصابين؛ بعد المواجهات التي تحدث فيه بين أبناء الشعب الفلسطيني والقوة الصهيونية الغاشمة، كما تم تخصيص سبعة ملايين دولار قروضا للمساعدة على إصلاح وبناء مساكن المقدسيين، وذلك بالتنسيق مع مجلس الإسكان الذي وقعت معه أيضا اتفاقية لبناء 156 وحدة سكنية. ومن جانب آخر، حذر المشاركون في الندوة ذاتها، من سعي الكيان الصهيوني إلى هدم المسجد الأقصى، وإلغاء الهوية الإسلامية الفلسطينية له، وفصل الصلة العقدية بين فلسطين والعالم، مشددين على ضرورة التحرك السريع لإنقاذ القدس الشريف، وصد كل محاولات تهويده من قبل الكيان الصهيوني الغاشم. وأشار يوسف جمعة سلامة فيما يشبه خطبة منبرية شدت لها أسماع القاعة التي غصت بالطلبة والأساتذة والباحثين إلى الوضعية الكارثية التي يعيشها المسجد الأقصى، مقدما للحضور صورا له تبين تصدعات كبيرة طالت أساساته وأعمدته، موضحا، أن المسجد الأقصى يمتد على مساحة 144 ألف متر مربع، وليس مختصرا في قبة الصخرة كما يريد العدو أن يوهم المسلمين. وأوضح في سياق الحديث عن الحرب على غزة أن الباطل مهما قست شوكته، لا بد أن يخر صريعا أمام الحق، وما شاهدناه من مقاومة كبيرة لأهل غزة لخير دليل على ذلك. من جهته أوضح الشيخ تيسير التميمي في حوار أجرته معه التجديد على هامش الندوة (ينشر لاحقا)، أن الكيان الصهيوني يراهن على أي هزة أرضية من أجل أن يرى المسجد الأقصى قد تهاوى بالكامل، وأضاف أن هذا الكيان يسعى أيضا إلى تهجير أبناء القدس، واستيطان غلاة اليهود في المدينة المقدسة، في خطة مدروسة ليجعل الجنس اليهودي أغلبية بنسبة 88 في المائة في غضون سنة .2012 وقال التميمي في الندوة إن فلسطين تعرضت لمؤامرة تاريخية، آخر فصولها حرب الإبادة التي عرفها قطاع غزة، حيث قتل الأطفال والشيوخ، وهدمت البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد، واقتلعت الأشجار وجرفت الأراضي، واستعملت فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا، على مرأى ومسمع من العالم. ولم ينس التميمي القول إن القدس عقيدة ليس للفلسطينيين وحدهم ولكن لكل المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها، مطالبا بهبة للمسلمين تنقذها من براثن الاحتلال كما فعل قبل ذلك صلاح الدين الأيوبي ومعه جيوش من المغرب الأقصى. وفي سياق متصل، وصلت مساء السبت إلى مطار العريش بمصر طائرة عسكرية مغربية محملة بحوالي 14 طنا من المساعدات الإنسانية موجهة لسكان قطاع غزة، وتتكون هذه الدفعة الجديدة، وهي عبارة عن تبرعات من المجتمع المدني المغربي، من أدوية مختلفة.