يحتفل المغاربة يوم الثلاثاء 10 مارس 2009 بذكرى المولد النبوي الشريف، وهي ذكرى تحمل معاني كثيرة لدى المسلمين في مختلف قارات العالم الخمس، وتأتي في وقت تتجدد فيه الإساءة إلى الرسول الكريم، آخرها ما قامت به القناة العاشرة الإسرائيلية من تطاول أثار غضب واستهجان عدد من الهيئات الإسلامية والمنظمات التي طالبت بقانون يجرم الإساءة للأديان ولرموزها. وقد كانت هذه الإساءات التي تكررت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة انعكاسا على مستوى تعزيز حب كثير من الشباب والمسلمين للرسول، ودفعهم بالتالي لاتباعه في أخلاقه ومعاملاته. وفي المغرب تكتسي هذه المناسبة بطابع خاص، إذ إنه يوم عطلة تمتد ليومين تستثمرها كثير من الأسر في التزاور والتواصل وصلة الرحم، كما تستثمرها عدد من جمعيات المجتمع المدني في تنظيم حفلات في المديح النبوي والإنشاد الديني، وندوات ومحاضرات تخصص لاستذكار سيرة الرسول العطرة، فقد شهد عدد من المساجد منذ حلول شهر ربيع الأول أمسيات في السماع والمديح، وندوات وأمسيات قرآنية ومسابقات في حفظ القرآن الكريم وتجويده في عدد من المدن، وفي فضاءات مختلفة ترعاها المندوبيات الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية أو منظمات المجتمع المدني.هذا وسيشهد حفل المولد النبوي الذي يترأسه الملك هذه السنة من مدينة الدارالبيضاء، التنصيب الرسمي لعدد من رؤساء وأعضاء المجالس العلمية المحلية الجديدة المحدثة بعدد من العمالات والأقاليم، وكذا رؤساء وأعضاء مجالس أخرى قائمة. هذا التنصيب الذي سيحدث دينامية على مستوى المدن المغربية التي ستشهد نشاطا دينيا ملحوظا سترعاه هذه المجالس، يتجاوز دورها التقليدي في الوعظ داخل المساجد، إلى التأطير الديني للمجتمع المغربي في مختلف المؤسسات داخل المدارس والجامعات ودور الأطفال والسجون وغيرها من مؤسسات المجتمع، كل ذلك بهدف توفير الأمن الروحي للمغاربة وحمايتهم من عدد من التيارات التي تهدف إلى إفساد عقيدتهم. من جهة أخرى يشهد عدد من مساجد المملكة اهتماما وعناية خاصة، وذلك بتنظيم حملة لتنظيف هذه المساجد وتفريشها بمناسبة اليوم الوطني للمساجد الذي يتزامن كل سنة مع ذكرى المولد النبوي، وفي جهة الرباط فقط أعلنت وزارة الأوقاف عن تنظيم حملة لتنظيف 126 مسجدا، وذلك بمشاركة عدد من الشباب المتطوع، إضافة إلى تفريش عدد من المساجد والزوايا قصد تقليص الخصاص الموجود في هذا المجال. كل هذه المظاهر وغيرها كثير، والتي لا تستثني مدينة مغربية تدخل في إطار احتفاء المغاربة بنبيهم وفي إطار محبة الرسول واستذكار سيرته وحياته وجهاده من أجل نشر الإسلام وتبيلغ كلمة الله.