قال حسن نجمي مدير مديرية الكتاب والمخطوطات بوزارة الثقافة في إحدى المقابلات الصحفية: من الطبيعي أن يكون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء بعدان: بعد ثقافي وآخر تجاري. فالبعد الثقافي بالنسبة إلينا شيء نعتز به، لان الناشرين يأتون بعناوين جديدة و بمبدعين ليبحثوا عن قراء لاستهلاك كتبهم. هناك بالتأكيد هذا الربط الجدلي بين ما هو ثقافي و إبداعي و ما هو تجاري، و ما نأمل انه بالقدر بالقدر الذي نحقق نتائج ثقافية أساسية، بقدر ما نتمنى أن يبتهج الناشرون بتحقيق أرقام معاملات تجارية و اقتصادية أساسية. و السؤال المطروح: هل كسب المهرجان رهان هذه المعادلة؟ ضعف الإقبال على المعرض يعتبر المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء محطة ثقافية دولية مهمة ، ذلك أنها تتيح الفرصة للتبادل الثقافي والفكري بين الكاتب والمثقفين و القارئين. و كما صرح لالتجديد جبران أبو جودي عن دار الساقي بيروت: نحن يهمنا الحضور أكثر مما يهمنا البيع، يهمنا تواجدنا مع القارئ الذي نعتبره قريب للدار، المهم أن نكون متواجدين في فعاليات المعرض من ناحية النشر و الإنتاج. ولذلك، يعرف فضاء المعرض أنشطة ثقافية مكثفة. إلا أن هذه الأنشطة غالبا ما يقبل عليها المتخصصون والباحثون والجامعيون أكثر من عامة القراء و الزوار. بل إن المتخصصون هم الذين يقبلون اليوم على المعرض و هذا ما اتضح من خلال الإقبال على الكتب النقدية والفكرية. ناتج عن أن هذه السنة كان الإقبال على المعرض ضعيف جدا كما صرح مجموعة من الناشرين العرب، سواء من مصر أو لبنان أو سوريا، الذين أكدوا على أن في السنوات الماضية كان المعرض أفضل من هذه السنة. و من خلال استطلاع الرأي تبين أن كل من التوقيت الذي يجرى فيه المعرض وضعف القراءة وضعف الإقبال على الكتاب، والأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع تكلفة الكتاب، كل هذه العوامل كانت وراء ضعف الإقبال على المعرض. هذا الضعف عبر عنه نصر الدين عبد الهادي عن رواق وزارة الأوقاف بقوله: الهدف ليس هو الربح ولكن هو الوصول إلى القارئ. فهناك اثمنة تشجيعية لكن نتمنى أن يأتي القارئ. أزمة قراءة وأزمة كتاب إذا كان المعرض لهذه السنة عرف تنظيما جيدا وشهد تفاعل الناشرين مع الزوار، فان القدرة الشرائية لهذه السنة كانت ضعيفة، بشهادة العارضين أنفسهم. وهذا راجع لعدة أسباب، يشرحها سامي احمد صاحب دار التكوين بسوريا في تصريح لالتجديد :من جهة هناك بعض الكتب لا تعبر عن طموح الناس لان الشعب المغربي شعب قارئ بامتياز، ويقرأ بمتعة وبتحليل. لكن كتب الاستهلاك لا يقبل عليها. من جهة أخرى ارتفاع سعر الجمارك على الكتاب صدمنا كثيرا وارتفع أيضا سعر الأجنحة الذي أصبح عاما في جميع المعارض. مشيرا لان الكتاب لا يتحمل الجمرك و سعر الجناح، فالناشر يضطر لرفع قيمة الكتاب، و بالتالي القارئ لا يعرف انه يدفع ثمن ا لجمرك، وهذا ليس في مصلحة القارئ. وهذا ما عبرت عنه أيضا إحسان زرزور مديرة المؤسسات الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع في لبنان، التي صرحت أن الإقبال كان محدودا على الكتب و أن المبيعات كان قليلة لان التكلفة مرتفعة. تشير استطلاعات الرأي أن نسبة القراءة مازالت ضعيفة بين أوساط الشباب، وفي المجتمع ككل. و في نظر سامي احمد فإن مرد ذلك إلى السياسة الثقافية للبلدان العربية التي، حسب قوله لا تهتم بالناشر ولا بصناعة الكتاب. فهل نجح المعرض في أن يكون حلقة في مسار تجاوز أزمة القراءة والكتابة بالمغرب أم العكس؟