في الوقت الذي يتعرضون فيه للهجوم؛ فإن مساندتي لإخوان ابن كيران قد تُثلج صدورهم. ليس في قضية بلكورة التي تورطوا فيها أساندهم. بل إن حزب العدالة والتنمية قد تقدم بمقترح قانون يمنع الإشهار للمشروبات الكحولية في الجرائد، وفي الاستشهار لبعض التظاهرات؛ وأنا متفق مع هذا مائة في المائة. وطبعا ليس لنفس أسباب البرلمانيين الإسلاميين أنا متفق(انضر التعليق أدناه). فالجرائد والتظاهرات المعنية تتوجه كذلك وأحيانا وبالخصوص للشباب. بينما واجب المجتمع هو في حماية القاصرين؛ دون أن يكون في ذلك أي مساس بالحريات الفردية. إن النفاق الذي ينظم بيع الكحول يمنعنا من رؤية الحقيقة وجها لوجه، ومن الحديث عن آفات تهز مجتمعنا. إن هناك تلاميذ وتلميذات في الإعدادي يستهلكون الخمور بانتظام. والأكثر جسامة وخطورة هو أن هناك أماكن عامة تقدم هذه المشروبات لقاصرين؛ بل هناك أماكن جعلت هن هؤلاء زبائنها الأساسيين. ولأن المشروبات الكحولية ممنوعة قانونيا فإنه لا يمكننا أن ننتظر من الدولة القيام بحملة توعية ووقاية منها، في الوقت الذي نواجه فيه خطرا كبيرا على الصحة العامة. وفي هذا السياق فإن أقل ما يمكننا فعله كمجتمع مسئول؛ هو عدم تشجيع الشباب على التعاطي لمنتوج يسيء إلى صحتهم. والخلط بين هذا الأمر وقضية الدفاع عن الحريات الفردية هو نقاش في غير محله. ففي السويد؛ فإن تجارة الكحول هي الأكثر تقنينا من بين كل أنواع الاتجار. ومع ذلك فإن هذا لا يمنع الراشدين السويديين من استهلاك هذه المشروبات متى ما أرادوا ذلك. إن الإشهار عن طريق وسائل الإعلام التي هي في متناول المراهقين يعتبر دعوة إلى الجريمة. يجب إذن منعه. ولن أغير من رأيي لمجرد أن حزب العدالة والتنمية هو الذي دعا إلى هذا المنع. جمال براوي أسبوعية لاغازيت دو مارروك، عدد 06 فبراير2009 {التعليق : وكذلك؛ ليس فقط لنفس أسباب السيد براوي يجب إصدار هذا القانون؛ بل لسبب آخر يتعلق بفراغ قانوني؛ إن القانون المغربي واضح في منع بيع الخمور للمسلمين، وإصدار قانون يمنع الإشهار لها هو استكمال للقانون الموجود وملأ لفراغ تشريعي لابد من ملإه.والمقال المساند للسيد براوي يعبر عن حال العديد من النخب المغربية المتعودة على التحلل من كل قيد أخلاقي أو ديني؛ فتراهم يدافعون عما يسمونه بالحريات الفردية دفاع المستميت مادامت تبعاتها لن تصيب إلا الآخرين؛ ولكن عندما يظهر هناك احتمال ولو ضعيف في أنه تصيب أبناءهم فإنهم يهرعون إلى مساندة الإسلاميين في دعوتهم لتخليق الحياة. وكأن لسان حالهم يقول مكنوا منها الراشدين وامنعوها على القاصرين. ونحن نقول لهؤلاء:إن التربية تكون بالقدوة وليس بالمنع والزجر.}