بلغ عدد ضحايا الفياضانات 24 شخصا لقوا حتفهم في مدن متفرقة خلال الأسبوع الجاري بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفها المغرب، وحسب ما أعلنته وزارة الداخلية فإن أغلب الضحايا لقوا حتفهم في الأوحال التي حملتها الأنهار أو بسبب انهيار منازلهم المبنية من الطين في مناطق مختلفة.ولقيت امرأة مسنة بخنيفرة مصرعها بدوار أيت باسو بجماعة إتزر أول أمس السبت على إثر انهيار سقف المنزل المبني بالطين الذي تقطنه لوحدها، كما تم العثور على جثة حارس مجزرة بمريرت صباح نفس اليوم على ضفة وادي تيغزة. وانهار 16 منزلا جراء التساقطات الثلجية الكثيفة بالجماعة القروية أنرغي (اقليم ازيلال) يوم السبت 7 فبراير 2009، دون وقوع ضحايا، حيث سارعت الأسر القاطنة بهذه المنازل بمجرد استشعارها بخطر الانهيار إلى إخلاء دورها المبنية بالطين. وفي سيدي قاسم قامت السلطات المحلية أول أمس السبت، بإجلاء 2315 شخصا متضررا بمراكز إيواء، والتكفل بهم؛ على إثر الفيضانات التي شهدتها حوالي عشر جماعات؛ جراء فيضان واد سبو وواد بهت التي أدت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إلى غمر مساحة تقدر بـ30 ألف هكتار، وارتفاع مستوى المياه ليتجاوز المتر الواحد. وتم إيواء الأشخاص المتضررين بمراكز سيدي الكامل، وصفاصف ودار اسلوجي والحوافات والنويرات ومشرع بلقصيري، والشروع في توزيع مساعدات غذائية على الأسر المتضررة في الدواوير التي لازالت معزولة بسبب المياه.وفي جهة الغرب، قدرت مصالح الفلاحة المساحات التي غمرتها المياه بحوالي 50 ألف هكتار. وأدت التساقطات المطرية القوية بعدة مناطق من المغرب والفيضانات التي عرفتها الجهة إلى توقف حركة القطارات بين سيدي قاسم وطنجة، إضافة إلى توقف حركة المرور عبر الطريق الرابطة بين الفقيه بن صالح والرباط ليلة الجمعة الماضي. وشرعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، أول أمس السبت بالجماعة القروية القصيبية دائرة (سيدي سليمان)، في توزيع المساعدات الغذائية الأولى المخصصة للمتضررين من فيضان واد بهت، بحيث تم توزيع 245 وحدة غذائية على المتضررين الذين ينتمون لمختلف الدواوير المحيطة بمركز الجماعة. كما تم توزيع أزيد من 2500 وحدة غذائية لفائدة سكان عدد من الجماعات القروية المتضررة من بينها بومعيز والصفافعة والقصيبية، إضافة إلى حملة طبية لإغاثة المنكوبين. وفي تطوان أدت الأمطار الغزيرة والثلوج التي تساقطت على دوار بوسطاط الذي يوجد في منحدر جبلي، إلى تضرر بناية مؤسسة تعليمية وأكثر من عشرة منازل بدوار بوسطاط بجماعة باب تازةبإقليم شفشاون، كما حدثت انجرافات للتربة وقطعت الطريق الرابطة بين الدوار وبين جماعة تالغوم، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، مما أدى بسكان هذا الدوار إلى إخلاء منازلهم خوفا من انهيارها بالكامل. وذكرت مصالح الوقاية المدنية بإقليم شفشاون، أن الأضرار التي لحقت بالمنطقة المعروفة بصعوبة تضاريسها، اقتصرت على الخسائر المادية دون أن تخلف أية ضحايا.وفي إقليمبني ملال ذكر مراسل التجديد أن منطقتي تيزي نسلي وبوتفردة الجبليتين بالإقليم عرفتا انهيار13 منزلا (6 بتيزي و7 ببوتفردة) ونفاذا متصاعدا للمؤونة، غير أنه لم يتسن لـ التجديد التأكد إن كان هناك ضحايا في الأرواح أم لا بسبب غياب المسؤولين بكل من قيادة تيزي نسلي ولجنة اليقظة بعمالة بني ملال، حيث تلقت أجوبة بعدم الاختصاص في إعطاء المعلومات لموظفين بالمصلحتين المذكورتين. وتنبأ شهود عيان بالمناطق المجاورة بوقوع كارثة إنسانية في المنطقة بسبب نفاذ التموين ومحاصرة السكان بالثلوج التي عرفت تساقطا كبيرا هذه السنة لم يشهد له مثيل، فقد وصل إلى ارتفاع 5 أمتار.كما ذكرت مصادر لـ التجديد أن العديد من التلاميذ والأساتذة لايتمكنون من الوصول إلى فرعيات أغبالة وتزي نسلي وبوتفردة وأن النقط السوداء التي قهرت حتى آليات التجهيز مازالت مغلقة ولم تفتح بعد منها تالات المعدن وآيت أوجو وأضار نيمولو. كما انهارت 8 مساكن مهجورة ببني ملال من بينها مسجد (كتاب قرآني ) بالقصبة بالمدينة القديمة دون أن تخلف ضحايا لا مادية ولا في الأرواح إلا أنها أعادت شبح الخوف من الموت إلى سكان المدينة العتيقة المبنية فوق الكهوف. كما ذكر مراسل التجديد بفاس أن الطرق الرابطة بين فاسوإقليم مولاي يعقوب أصبحت تهدد حياة مستعمليها بسبب الحفر ومستنقعات الماء وانجراف التربة جراء الأمطار الغزيرة الأخيرة، خاصة منها الطريق المؤدية إلى جماعات عين قنصرة والسبت لوداية وسيدي داود (العجاجرة) وحمرية، الأمر الذي أدى إلى احتجاج الأساتذة العاملين بهذه الجماعات أمام نيابة مولاي يعقوب يوم الخميس الماضي على الأوضاع المزرية للطرق التي يعتادوها يوميا اتجاه عملهم، كما نظموا مسيرة احتجاجية يوم الجمعة 6 فبراير انطلقت من نيابة مولاي يعقوب اتجاه عمالة الإقليم ضدا على ما أسموه بالطرق القاتلة، خاصة وأنهم يعبرونها يوميا من فاس (محل سكناهم) إلى مقر عملهم. وعلاقة بنفس الموضوع ذكر مراسل التجديد بمراكش أن لقاء حول الأرصاد الجوية نظم الجمعة الماضية بمراكش تم فيه الحديث عن الأجواء الممطرة غير العادية التي يعرفها المغرب والضحايا التي خلفتها وما يعانيه حوض تانسيفت الحوز من قلة التساقطات وتزايد الحاجيات من هذه المادة الحيوية، واستراتيجيات عقلنة تدبير الموارد المائية والتحكم في تقنيات استعمالاتها لتحقيق التوازنات المطلوبة من أجل تنمية مستدامة. وثم الاتفاق على وضع وحدات بحث بالأطلس الكبير وجهة تانسيفت، لضبط ورصد المتغيرات المناخية بالمنطقة، ودعم تدبير الأنشطة الفلاحية برؤية محلية تأخذ بعين الاعتبار الموارد المائية الفلاحية وتحسين الوسائل الرقمية للتوقعات المناخية.ودعا المشاركون في اللقاء إلى تعبئة كل الوسائل المتاحة على صعيد كافة جهات المملكة وإحداث مراصد للمياه تشكل امتدادا لورشات العمل وشبكات البحث التطبيقي لمواجهة التحديات المطروحة، سواء على مستوى التدبير أو التحكم في تقنيات الاستعمال، علاوة على توفير شروط السلامة من الكوارث والفيضانات.