عشية الهجوم على غزة طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الحديث مع ايهود اولمرت. اولمرت تملص. لم يرغب في ان يروي لاردوغان بان الهجوم على غزة يوجد في المدخل ولم يرغب في ان يكون في وضع مناحيم بيغن الذي لم يروِ لانور السادات عن الهجوم المتوقع على المفاعل العراقي. اردوغان ثار غضبا بل وشعر بالاهانة. في تركيا يقولون ان هذا هو السبب لحملة الشتائم التي يديرها في الاونة الاخيرة ضد اسرائيل. الان لم يعد مهما من الذي بدأ . اسرائيل هي المثيرة الاكبر للارهاب في العالم، اتهم وزير العدل التركي. رئيس الوزراء التركي لم يعد يرغب في الحديث مع اولمرت، العلاقة بين الحكم التركي والسفير الاسرائيلي انقطعت، فريق كرة السلة الاسرائيلية هوجم في انقرة، ويقترحون على السياح الاسرائيليين عدم السفر الى تركيا. الاحساس في انقرة هو مثلما في أي دولة عربية معادية، قال لصحيفة هآرتس، مندوب اسرائيلي رسمي يعمل في تركيا. في الاردن القى رئيس الوزراء، نادر الذهبي، خطابا في البرلمان تحدث فيه لأول مرة في تاريخ الاتفاق بين الدولتين عن اعادة نظر في العلاقات بين الاردن واسرائيل. ولم يصدر اي بيان نفي او تعديل من الاردن. لا حاجة للانفعال من ذلك، يشرح رجل وزارة الخارجية الاسرائيلية، للاردن ولاسرائيل مصالح مشتركة هامة. هل هذا الزعم يأخذ بالحسبان المكانة الحساسة للاردن حيال الفلسطينيين؟ حيال حماس؟ حيال جمهوره؟ ماذا سيقول الرجل بعد ان اعاد للاردن سفيره الى عمان؟ قطر، المسجلة في محور الدول المعتدلة لا تزال تسمح لممثلية اسرائيلية بالتواجد في اراضيها وتجري محادثات مع اسرائيل، ولكنها اقرب الى المحور السوري ـ الايراني منها الى المحور المصري - السعودي ومن جملة المبادرات لوقف النار تفضل قطر الموقف السوري، المؤيد لحماس على الموقف المصري. والسعودية، وهي دولة اخرى في محور المعتدلين بدأت بالحديث عن ادارة الظهر لمبادرة السلام، بمعنى لخطتها هي، اذا لم تسارع الاسرة الدولية الى صد اسرائيل. قبل ثلاثة اسابيع فقط سادت نشوة في الحي. تركيا تحدثت عن مواصلة الوساطة بين اسرائيل وسورية ورئيسها اوشك على الزيارة هنا؛ سورية تحدثت عن مرحلة اللقاء المباشر مع اسرائيل، الاردن تمسك بموقف بموجبه صداقته هي موضوع مسلم به؛ وزير خارجية قطر ادار قصة غرام صغيرة مع تسيبي لفني ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعلن بانه ليس بنية بلاده التخلي عن المبادرة العربية. هذه النغمات اختفت. وكذا الشريك المحبب، محمود عباس، قطع الاتصال. اسرائيل عادت الى الوضع الذي تسبح فيه جيدا: دولة معرضة للتهديد، دون ان يشوش لها احد دماغها بمسيرة سياسية. قرارتها الاستراتيجية الجديدة تتعلق بقطعة ارض بحجم 12 كيلومتراً مربعاً يسمى محور فيلادلفيا، بضع مئات من الانفاق، الطريقة والمدى الزمني لنقل بعض المواد الانسانية الى غزة والى مسألة من حقق ماذا من هذه الحرب. تكتيك زائد، هذا هو المستوى الذي تستطيعه اسرائيل. اما العلاقات مع تركيا؟ فلا بد انه يتعين عليها ان تنتظر البحث في الكونغرس الامريكي حول تعريف قتل الارمن. الاردنيون غاضبون؟ هم يتلقون منا الماء وحظوا باتفاق تجاري حر مع الولاياتالمتحدة بفضلنا. قطر؟ هي بذاتها تستند الى واشنطن حليفة لها. وسورية تدير الظهر؟ لقد سبق ان قلنا لكم بانه لا يوجد شريك. الحرب هي فرع الانتاج عندنا، لا السلام ولا العلاقات مع هؤلاء الجيران. كان يخيل للحظة اننا حتى بدأنا نقنع انفسنا بانه لا توجد اهمية لعلاقات من هذا النوع، الى ان تبين باننا نحتاج الى خدمات مصر بالذات كي نحل هذه المشكلة مع حماس، وقطر هي التي ساعدت في حل الازمة في لبنان، والاردن هو مثال يقتدى في الحفاظ على الحدود مع اسرائيل وبالنسبة للسعودية كم اردنا فقط منذ وقت غير بعيد ان نلتقي بالملك. وتوجد مشكلة تكتيكية صغيرة اخرى، تمنعنا من الاستمتاع بعدم المبالاة تجاه العلاقات مع الجيران: في مرحلة السؤال المشابه، من يربح ومن يخسر، حماس هي التي يمكنها في هذه الاثناء ان تسجل لنفسها نجاحا كبيرا في بند ضعضعة العلاقات بين اسرائيل وتركيا، والاردن، وقطر،. ويدها لا تزال طائلة.