كشفت ندوة صحفية نظمت أخيرا بمراكش عن أرقام مخجلة في مجال أمية الأطفال بالمغرب، إذ يصل عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة سنويا في المدرسة العمومية حوالي 400 ألف، مما يعني أن مجتمع الأميين في تزايد بالرغم من الجهود المبذولة في المجال. وأشار عدد من المتتبعين أن جهود محاربة الأمية تعالج فقط النتائج وليس الأسباب، مما يضاعف من ثقل المسؤولية على كهل الدولة والمجتمع. إلى ذلك قال محمد جويهري رئيس مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية بنيابة مراكش في الندوة الصحفية التي نظمتها نيابة مراكش بشراكة مع جمعية الأطلس الكبير، إن معدل الأمية بعمالة مراكش يقارب 30 في المائة، وفي مجموع الوسط القروي يناهز 36 في المائة، وهي أرقام تحتاج إلى كثير من التمحيص حسب المتتبعين أنفسهم، فيما أضاف حويهري أن مجموع المستفيدين من برامج محو الأمية برسم موسم 2008 / 2009 سيصل إلى حوالي 20 ألف مستفيد ومستفيدة، تتصدره برامج الجمعيات بنسبة 58 في المائة، يليها برامج القطاعات الحكومية، والبرنامج العام، وبرنامج المقاولات المنحصر في مؤسسات التعليم الخصوصي، والذي يسجل نسبا ضعيفة. وأشار جويهري أن عدد المستفيدين من برنامج محاربة الأمية الممول من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن سيصل إلى 10 آلاف في غضون سنتين، بتكلفة مالية تقدر بــ 5 ملايين درهم، وتشمل 9 جماعات من نيابة مراكش، و7 جماعات من نيابة الحوز، تعمل كلها تحت إشراف جمعية الأطلس الكبير. من جهته دعا حميد اعبيدة نائب وزارة التربية الوطنية بمراكش إلى تعبئة مستمرة وإلى قيام تعاون فعال بين مختلف برامج التدخل لمحاربة الأمية بتراب مراكش، داعيا إلى اعتماد مقاربة إقليمية ذكية، تعمل على تجنيد كل الطاقات، وتوظيف كل الإمكانيات، والموارد الإقليمية الممكنة لرفع تحدي الأمية، واستدعى اعبيدة لذلك التجارب الناجحة لأمريكا اللاتينية في مجال محو الأمية المبني على الحق في التعليم، واعتبار الدراسات الطويلة الأمد، والسباق من أجل الشهادات، كلها تطورات مغلوطة في برامج محو الأمية، التي تهدف في العمق إلى تحرير الإنسان، وتوجيه طاقاته نحو تغيير العالم الذي يعيشه.