أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، يوم الأربعاء 31 دجنبر 2008، أنَّ الغارات الإجرامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة نتيجةٌ للضعف العربي والانقسام الفلسطيني. وقال موسى- خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة-: إننا نناقش أزمة غزَّة والسفينةُ العربية تترنَّح وسط عاصفة هوجاء ، مشيرًا إلى أنه يجب اتخاذ موقف عربي صارم لوقف الغارات الإسرائيلية على القطاع. وأضاف: إسرائيل استفادت من الانقسام العربي الفلسطيني، ومطلوب منَّا أن ننطلق برصّ الصفوف وليس زيادة الفرقة بين العرب ، لافتًا إلى أنَّ الدم الفلسطيني ليس مستباحًا ويجب أن لا يستخدم لأغراض سياسية. وطالب موسى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجُّه فورًا إلى مجلس الأمن لمطالبة بوقف العدوان على غزة، داعيًا العرب للإصرار على موقفهم بضرورة وقف العدوان على الفلسطينيين حتى لا يخضع المجلس لضغوط إسرائيل أو أي دولة حليفة لها. وتساءل موسى: إلى متى ينتظر مجلس الأمن لكي يصدر قرارًا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وما هو الرقم السحري للضحايا حتى يوقف العدوان ، مطالبًا إياه بعدم تكرار مأساة لبنان في حرب يوليو، كما أكّد على أنَّ المقاومة ضد المحتل لا تزال حقًّا مشروع وثابتًا وستظل مسئولة أمام الشعوب بما تُحَقّقه. ومن جانبه دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل (رئيس الدورة الحالية للمجلس) في افتتاح الاجتماع إلى اجتماعِ مَصالَحَة فلسطيني فوري، مؤكدًا أن العرب لن يستطيعوا مدّ يد العون لهم ما لم يَتَّحِدُوا، مُحَذّرًا من أن الانقسام سيجلب لإسرائيل انتصارًا وراء انتصار. وقال الفيصل في كلمته الافتتاحية: أقول للأشقاء الفلسطينيين إنَّ أمَّتكم العربية لا تستطيع أن تَمُدَّ لكم يد العون الحقيقية ما لم يمدّ الواحد منكم يده للآخر، آن الأوان لكي تلتقي كل الفصائل الفلسطينية في اجتماع حاسم ينتهي إلى حكومة وحدة وطنية . وأكّد أن بقاء الانقسام سيقدِّم للعدو الإسرائيلي انتصارًا بعد انتصار، وستُمْنَع الأمة العربية من الحركة الفَعَّالة ، معتبرًا أن هذه المأساة الرهيبة ما كانت لتقع لو كان الشعب الفلسطيني خلف قيادة واحدة وينطق بصوت واحد. واقتصرت الجلسة الافتتاحية على كلمةٍ لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وأخرى للأمين العام لجامعة الدول العربية، ثُمَّ رُفِعَت الجلسة ليَعْقد بعد ذلك جلسات مغلقة متواصلة بمشاركة معظم وزراء الخارجية العرب. ويسعى الاجتماع الطارئ، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى بَلْوَرة موقف عربي جماعي لكيفية التعامل العربي مع العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ يوم السبت الماضي على الأراضي الفلسطينية وذلك بهدف وقفه فورًا.