ارتفعت حصيلة سلسلة المجازر الصهيونية المتواصلة على امتداد قطاع غزة، والتي أصبحت تستهدف منازل المواطنين والمساجد، إلى أكثر من ثلاثمائة وتسعين شهيداً، في حين بلغ عدد الجرحى حتى الآن 1800 جريح على الإقل، إصابة 300 منهم خطرة. وقد قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف مجمع الوزارات الحكومية فجر اليوم الثلاثاء مما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة العشرات . كما شنت الطائرات غارات مكثفة منذ ساعات الفجر الأولى استهدفت مواقع متفرقة في غزة . وكثفت طائرات حربية صهيونية من طراز إف 16 ، في ساعات الفجر الأولى غاراتها على غربي مدينة غزة، مستهدفة منشآت رسمية ورياضية، وألقت عدداً كبيراً من القنابل خلال أقل من ثلاث دقائق. وقال شهود عيان إنّ طائرات إف 16 أطلقت نحو عشرين صاروخاً كبيراً تجاه مجمع الوزارات غربي مدينة غزة، ونادي الشمس الرياضي، وموقع البحرية، ومقر الأمن الوقائي سابقاً. وأضاف الشهود أنّ هذه الصواريخ سقطت في أقل من خمس دقائق، وأنّ القصف جاء متوالياً وكان مكثفاً، وأنّ عشرات الإصابات وقعت في صفوف المواطنين في المواقع المستهدفة، ولا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول إلى المكان لاستمرار الغارات. وكان الدكتور باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية، قد أكد أن حصيلة المجزرة الصهيونية المفتوحة التي تنفذها قوات الاحتلال بحق قطاع غزة منذ يوم السبت (27/12) مرشحة للارتفاع بصورة كبيرة، لا سيما وأن أكثر من 180 جريحاً في حالة الخطر، فيما لا يزال هناك عشرات الشهداء تحت الأنقاض. وقال نعيم في مؤتمر صحفي بغزة مساء اليوم الأحد (28/12) أن سماء غزة ملبدة بالدخان وطائرات الاحتلال وأرضها مليئة بالشهداء والأشلاء والدماء الذي حل بكل مكان. وأكد أن هناك نقصاً حاداً في الأدوية والمهمات الطبية المستخدمة لمواجهة أقسام الطوارئ، كاشفاً أن هناك 105 أصناف من الأدوية رصيدها صفر، و225 من المستهلكات الطبية رصيدها صفر أيضاً، و93 من المواد الخاص بالمختبرات رصيدها صفر كذلك. وأشار إلى أن 50 في المائة من سيارات الإسعاف معطلة لعدم توفر قطع غيار لها نتيجة الحصار، فيما هناك احتياج كبير لمولدات الكهرباء، مؤكداً أن كل هذا قبل العداون المستمر وذلك بسبب الحصار الغاشم، وقال : العدوان يتم في ظل صمت عربي قاتل وتواطؤ دولي . وأشار إلى أن قوات الاحتلال لم تكتف بقصف المؤسسات والمقار بل بدأت بقصف المؤسسات المدنية والمنازل، لافتاً النظر إلى وجود عشرات الإنذارات بإخلاء منازل وتهديد ساكنيها بقصفها على رؤوس قاطنيها، وطالب بوصول طواقم طبية عربية وبمستشفيات ميدانية للمساعدة في علاج الجرحى عند اللحظات الأولى لوصولهم، وحث الدول العربية على إرسال أدوية ومستهلكات طبية عاجلة وتعويض النقص في سيارات الإسعاف بما في ذلك إرسال سيارات إسعاف مجهزة كعناية مكثفة. وقال فيما يخص اللغط حول تحويل الجرحى عبر رفح وبعد التصريحات غير المسؤولة من أحد المسؤولين العرب، هناك صعوبات في تحويل المرضى خارج القطاع إذ أن عدد كبير من الجرحى حالتهم حرجة، وأي انتقال غير آمن لهم من شأنه تعريض حياتهم للخطر، ونحن لا زلنا نستذكر استشهاد ستة جرحى مؤخراً في العريش . وقال نحن جاهزون لنقل الجرحى متى استقرت حالة هؤلاء، كما أشار إلى أن الحكومة طلبت من سيارات الإسعاف المصرية الدخول إلى غزة لنقل الجرحى ولكنهم رفضوا ذلك لأسباب سياسية، وقال: من يريد أن يساعد الشعب الفلسطيني في هذه المحنة عليه أن يسهل وصول الطواقم الطبية والمستشفيات الميدانية للتدخل السريع في اللحظات الحرجة . وأشار إلى أن هناك مئات الأطباء العرب الذين أبدوا استعدادهم للوصول إلى غزة، وبعضهم أمضى ليلته على الجانب المصري من المعبر على أمل الدخول غير أن السلطات المصرية منعتهم من ذلك. وقال إن طواقم وزارة الصحة موجود منذ الفجر على المعبر من أجل استلام المساعدات الطبية العربية ولكن السلطات المصرية لم تسمح بإدخالهم حتى الآن. وشكر الدول التي قدمت هذه المساعدات وعلى رأسها قطر والسعودية وليبيا مجدداً مطالبته لمصر أن تسهل وصول هذه المساعدات وتفتح المعبر لدخول الطواقم الطبية.