لدي بعض التحفظ على مفهوم دعارة المتزوجات، فمفهوم الدعارة أوالعمل الجنسي ينطبق على مهنيي الجنس، لكن ما تسمونه في هذا الملف أنه دعارة المتزوجات ففي رأيي يمكن أن يكون علاقات خارج مؤسسة الزواج، أو خيانة زوجية إن صح هذا التعبير. من جهة أخرى، أتحفظ على الأرقام التي تشير إلى أن عدد المتزوجات اللواتي يمارسن الدعارة هو 4 في المائة، والتي أدلت بها دراسة ميدانية حول العاهرات بالمغرب، ما الدليل على وجود هذه المسألة ؟ فليس من الممكن إصدار أحكام قيمة بهذا الشكل، وإذا كانت هناك ممارسات جنسية خارج مؤسسة الزواج، فهي تندرج داخل الحدائق السرية المسيجة بالطابوهات، والتي لا يمكن أن تخرج من معطى السرية إلى معطى العدد بمعنى لا يمكننا أن نتوفر على إحصائيات دقيقة في هذا المجال، ولا حتى على شهادات شخصية فليس للمرأة أو الزوجة التي تمارس الدعارة تحت أي ظرف الجرأة الكافية على قول أنا متزوجة وأمتهن الدعارة للحصول على المال، فالسؤال العادي : ما هو موقف زوجها أمام الشهادة على نفسها ؟ وبما أن الأمر يدخل في السرية، أعتقد أن الأمر احتراز معرفي واحتراز مبدئي يفرض علينا أن لا نسلم بأنها ظاهرة منتشرة أو حاضرة، بل يتعلق الأمر بممارسات خارج لمؤسسة الزواج، أو بخيانة زوجية سببها بعض ظروف معينة. ودائما نحذر من يقين الحس المشترك، بمعنى تلك الأحكام الجاهزة والمسبقة، وتلك الكليشهات التي تلصق ببعض المناطق غير صحيحة فنحن اليوم نعيش نوعا من الانفجار الجنسي، ومهن الجنس حاضرة في جميع المدن سواء كبيرة أو صغيرة، لكن بهاته الأخيرة تظهر مثل هذه الممارسات بشكل أفضع في حين تضيع هذه الأمور في زحام المدن الكبرى، أما أن نجزم أن بعض المدن أو الأحياء تعرف دعارة الزوجات دون غيرها فهنا يجب أن ننتهي من هذه اليقينيات، لأن الدراسة الأخيرة انطلقت منذ البدء من هذه الكليشيهات الجاهزة، معتبرة أن هذه المناطق متخصصة في هذا النوع من الدعارة في حين الأمر يتعلق بكل المدن المغربية لكن بشكل بسيط لا تخرج عن إطار ممارسات غير شرعية تمارس خارج مؤسسة الزواج، قد تكون دعارة أوعمل جنسي، وهي محدودة و مرتبطة بالهشاشة، والفقر، وغياب الزوج حيث تلجأ المرأة للدعارة كوسيلة لإعالة الأبناء في غياب الزوج، وهناك ممارسات أخرى تدخل في إطار الخيانة الزوجية يمكن أن يكون سببها عنف مورس عليها فمارست عنفا مضادا قد يصل لحدود الخيانة. أما أن نتحدث عن وجود دعارة المتزوجات بشكل يرى فيه الآخر أن المسألة متواجدة ومتفشية فشخصيا لدي تحفظ كبير على هذه المسألة بالرغم من وجود بعض الأرقام البسيطة. عبد الرحيم العطري-أستاذ علم الاجتماع