نظم أزيد من 400 تلميذ وتلميذة يوم الأربعاء 3 دجنبر 2008 زوالا ببني ملال مسيرة، جابوا خلالها شارع محمد الخامس ثم المحطة الخاصة بحافلات النقل الحضري والقروي قبل أن يتوجهوا صوب مقر العمالة للمطالبة بحقهم في النقل، وقد عبر العديد من التلاميذ الذين تحدثوا لـالتجديد عن استنكارهم للمعاناة التي يعيشونها بسبب تلك المشاكل، وأجمعوا كلهم على ضرورة توفير النقل لهم بعيدا عن الصراع الذي نشب بين أصحاب الطاكسيات الكبيرة (الصنف 1) وأصحاب حافلات النقل الحضري والقروي.وعدد المتظاهرون الخطوط 17 و11 و18 و19 و22 و21 و24 التي من المفترض أن تؤمن النقل للعديد من التلاميذ والطلبة القاطنين بالعالم القروي إلى مؤسسات تعليمية بالمدينة (ثانوية ابن سيناء التأهيلية، وثانوية الحسن الثاني، وثانوية العامرية، وكليتي العلوم والتقنيات، وكلية الآداب والمعهد الوطني للتكنولوجيا التطبيقية والتكوين المهني ... ووصف المتحدثون إقدام المسؤولين على تحديد عدد المقاعد لكل حافلة في 40 أو 54 مقعدا بما فيهم الركاب العاديين إجراء غير مقبول، ولا ينطبق مع الحاجيات في الواقع، لأن عدد التلاميذ المنخرطين يفوق بكثير هذا العدد، مثل خط رقم 18 الذي يستعمله أزيد من 140 تلميذا منخرطا، ورقم 11 ويستعمله 150 منخرطا، وبالتالي يصبح نقل التلاميذ إلى مؤسساتهم في الوقت أمرا مستحيلا.ومن جانبه قال سائق من شركة حافلات النقل الحضري والقروي (سوتورب) لـ التجديد إن السائق هو الذي يؤدي فاتورة هذا الضغط، وإجراء تحديد 40 و 54 مقعدا لكل حافلة هو إجراء عاملي لم يراع الواقع، وأضاف المتحدث أنه تعرض لسحب رخصته منذ مدة بسبب نقله 88 شخصا، مع العلم أن رخصة التأمين لديه بها 99 مؤمنا، فكيف نفسر هذا التناقض؟ يتساءل السائق نفسه.واشتكى مجموعة من السائقين من هذا الارتباك الذي يهدد مصدر عيشهم (سحب رخص السياقة، وحجز الحافلات)، وعبروا عن حيرتهم أمام تضارب المصالح من جهة بين التلميذ وحقه في الدراسة، ومن جهة أخرى مصلحة الطاكسيات في ضرورة احترام عدد المقاعد والمواقف المخصصة للحافلات، مقابل ضعف المداخيل لأصحاب الحافلات فيما يخص انخراطات التلاميذ التي لا تتعدى 80 سنتيم لكل تلميذ، الشيء الذي يستحيل التوفيق بينه وبين إجراء تحديد المقاعد.وعلمت التجديد من مصادر موثوقة أن رجال الأمن فرقوا المظاهرة التلاميذية بتوفير حافلات نقلتهم الى مؤسساتهم وإلى قراهم ليبقى المشكل قائما، إلى حين إيجاد صيغة تضمن لجميع الأطراف (تلاميذ، وأصحاب الحافلات، والطاكسيات) حقوقهم وتحفظ مصالحهم.