جاء كلام أحمد رضا بنشمسي مدير مجلة نيشان صادما لكثير ممن حضروا الملتقى الإعلامي الأول الذي نظمه نادي الصحافة بمراكش السبت الماضي بكلية الطب، حين قال إنه يرفض الثقافة المغربية أو حتى الهوية المغربية إذا ما كانت تتعارض مع قناعته في تناول المسكوت عنه، والحديث عنه في جرائده. كما لقي بنشمسي بعض اللوم من الحضور؛ خاصة في تناوله لقضايا الجنس والدين والثوابت الوطنية، وقال بنشمسي أثناء الحديث عن الاستطلاع الذي قامت به مجلته في مخيمات تندوف؛ إن ذلك كان بتنسيق مع جبهة البوليساريو، وإنه وجد صعوبة في تسمية الصحراء المغربية، واكتفى بالإشارة إليها بالصحراء رغبة في الحياد! وقال بنشمسي بضرورة الخروج من التوافق إلى صدام الأفكار والإيديولوجيات والمواقف من أجل زعزعة المجتمع والوصول إلى الديمقراطية، موضحا أن القناعات ليست شرطا لتقدم المؤسسة الإعلامية والرفع من المبيعات. وأضاف بنشمسي أن الصحافة المغربية قد انتقلت من مرحلة النضال إلى مرحلة المنافسة، وأن الجريدة ليست إلا بضاعة يتحدد نجاحها في مبيعاتها. وقال نور الدين مفتاح مدير نشر جريدة الأيام، إن اختلاف العناوين شيء مهم في الصحافة المغربية، من أجل تلبية جميع الأذواق، لكنه أشار إلى أن القارئ المغربي غير وفي، وقد ينتقل من جريدة إلى أخرى حسب المواضيع الجذابة، مما يجعل المؤسسة الإعلامية تعيش في رعب دائم، وتبحث عما يريده القارئ. وأشار مفتاح إلى أن الجرائد تعرف تضييقا أحيانا من قبل الدولة، وأحيانا أخرى من قبل القراء أنفسهم، وقال إن أكبر معاقبة للجرائد غير المهنية، والتي لا تحترم أخلاقيات المهنة هي مقاطعتها، كما أن بعض الجرائد تفضل أخذ الإشهار مقابل السكوت على تناول مواضيع تخص المؤسسة المانحة للإشهار، وختم بالقول إن وضعية الصحافة المتخلفة هي مرآة لتخلف المجتمع والمؤسسات الوطنية. من جهته قال محمد حفيظ مدير نشر جريدة الحياة الجديدة، إن المقاولة الصحفية لها طابع خاص، لا تشبه المقاولات الأخرى، ولا تروم الربح في أهدافها الأولية، لكنها في حاجة إلى مصادر التمويل؛ سواء من مؤسسات مالية أو رجال أعمال، وأشار حفيظ إلى أن ما يميز هذه المقاولة هو أن تقدم منتوجا فكريا، يصنع الرأي العام الذي يمكن أن يكون قوة ضغط تؤثر على أصحاب القرار، وشدد حفيظ على ضرورة التشبث بالمهنية في تحرير الأخبار.