اصدر مثقفون وناشطون شيعة عرب يوم الخميس 20 نونبر 2008 بيانا يدعو الى تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي في خطوة يتوقع ان تحدث ردود فعل كبيرة في الاوساط الشيعية حيث يتطرق البيان الى اركان محورية في الفقه الشيعي الرائج. وقد وقع البيان 11 كاتبا وناشطا غالبيتهم من السعوديين دعوا الى مراجعات فكرية لاركان اساسية في المعتقدات الشيعية ومنها نظرية ولاية الفقيه ، معلنين رفضهم لنظام المرجعية والتقليد. وطالب موقعو البيان : أبناء الشيعة في كافة الدول العربية الى التوقيع على البيان ليكون حجر الأساس لبدء عهد جديد من العلاقة الايجابية المثمرة بين الشيعة العرب ودولهم الوطنية وإخوتهم المواطنين فيها . وجاء في البيان المعنون نحو تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي ان المتتبع لنشاط الطائفة الشيعية الكريمة في معظم أنحاء العالم وبالخصوص في الخليج العربي يلاحظ انشغالها شبه التام بالقضايا الطائفية والصراعات المذهبية ومناوشاتها التي لا تنقضي مع أختها الطائفة السنية الكريمة . واضاف كوننا من ابناء الشيعة من الجيل الجديد (..) توصلنا الى قناعة برفض الكثير من المعتقدات والاحكام الشرعية التي ننظر لها كعائق حقيقي امام شيوع وتجسيد قيم المحبة والتسامح مع اخوتنا من ابناء المذاهب الاسلامية فضلا عن الاديان الاخرى . وتابع فمن اجل ذلك اتفقت إراداتنا على أن نصدر هذا البيان الذي يوضح عقائدنا ومفاهيمنا وأهدافنا التي تصب في تحرير الإسلام الشيعي من الهيمنة والاستبداد والقضاء على كافة معوقات انسجام الشيعة مع أوطانهم وإخوتهم في الدين والوطن والأمة والإنسانية . وحمل البيان 18 بندا تدعو لمراجعات فكرية وعقيدية وسياسية يتوقع ان تحدث ضجة في الاوساط الشيعية لانها تتعلق باركان اساسية في المعتقدات الشيعية خصوصا مسألة التقليد و اعطاء الخمس لرجال الدين و ممارسات التطبير والدق على الصدور في طقوس عاشوراء و نظرية ولاية الفقيه . فقد اعلن موقعو البيان نرفض ان ندفع الخمس او الزكاة لاي رجل دين (..) وندعو ابناء الشيعة في كافة انحاء المعمورة لدفع الحقوق الشرعية لمن يكفل وصولها لفقرائهم ومعوزيهم و انفاقها على تشييد المشاريع التي تساهم في تنمية وتعمير اوطانهم . واعلن الموقعون رفضهم لنظام المرجعية والتقليد بالقول ان نظام التقليد والمرجعية الحالي لم يظهر إلا في الـ200 عام الأخيرة فقط موضحين أن الناس قبلا كانوا يرجعون لأي رجل دين في مسائلهم الفقهية العبادية التقليدية من دون تخصيص . واضافوا نرفض رفضا باتا قذف الخلفاء الثلاثة السابقين على الإمام علي بن ابي طالب إذ إن قذفهم أمر لا جدوى منه ولا خير فيه ومدعاة للفرقة والانشقاق (..) ونطالب بتجاوز كافة عبارات الشتم والسباب واللعن الواردة ضدهم في التراث الشيعي وذلك باعتبارهم رموزا تاريخية محترمة عند معظم المسلمين كما ندعو إخواننا السنة إلى مثل ذلك . ويعتبر الشيعة ان الخلفاء الثلاثة الاوائل للنبي (ابوبكر وعمر وعثمان) اغتصبوا الخلافة من الامام علي رابع الخلفاء الراشدين وأول ائمة الشيعة الاثني عشر. كما اعلن موقعو البيان رفضهم لنظرية ولاية الفقيه بالقول لا نعتقد بما يسمى ولاية أمر المسلمين أو النيابة عن الإمام المعصوم بأي عنوان وولائنا فقط لأوطاننا وشعوبنا وامتنا . ودعا البيان ابناء الشيعة الى مراجعة ممارستهم لبعض الشعائر الدينية كالضرب على الصدور والتطبير وضرب الظهر بسلاسل حديدية مؤكدا ان هذه الممارسات لا تجلب سوى تنفير المسلمين وغير المسلمين من الإسلام والتشيع . وطالب البيان الشيعة العرب بالعمل الجاد لإنشاء مؤسسات ومرجعيات دينية وطنية في كل البلدان العربية التي يتواجد فيها الشيعة (..) لتساهم في بناء أوطانها وترسيخ دعائم هويتها ووحدتها الوطنية وبث قيم التسامح والمحبة والإخاء ما بين أبنائها . وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعلن احد موقعي البيان الكاتب والناشط الحقوقي السعودي نذير الماجد ان الاصلاح لا يؤتي ثماره الا باصلاح داخلي و ان حالة التشاحن الطائفي لا يمكن تجاوزها الا باصلاح البنى اللاهوتية والعقائدية التي تعمق هذا الشرخ وفق تعبيره. وقال الماجد بعض الاتجاهات والعناوين في الفكر الشيعي تتجه تلقائيا بشكل خاطىء لانها مبنية على فكر طائفي (..) هناك كراهية توجه للاخر من ناحية فقهية وعقائدية (..) نسعى لتصحيح هذا عبر المصالحة مع الذات . واضاف الماجد انه من الطبيعي ان يكون طموحنا نحو تغيير ثوري للفكر الشيعي (..) لا اعتقد ان المعتقد السني والشيعي ولدا في ظروف طبيعية بل في ظرف سياسي (..) هذا اثر كثيرا في المشتقات العقائدية حسب تعبيره. وتوقع الماجد ردود فعل حادة من الاوساط الشيعية لان الوضع مشحون طائفيا مستدركا لكن على مستوى النخبة اتوقع ان يلقى ترحيبا موضحا مثل هذه الدعوة التجديدية كانت موجودة من قبل لكنها اجهضت للاسف لاسباب سياسية او مصلحية . وحمل البيان توقيع 11 كاتبا وباحثا وناشطا شيعيا من بينهم 7 من السعودية وباحث واحد من الكويت واثنان من الباحثين الشيعة العراقيين وخصوصا احمد الكاتب وهو رجل دين شيعي عراقي ترك الحوزة واصدر فيما بعد كتابا بعنوان تطور الفكر السياسي الشيعي- من الامامة الى ولاية الفقيه أثار ضجة في اوساط الشيعة عند صدوره قبل سنوات. والموقعون الآخرون هم علي جابر سلامة (السعودية) الحاج احمد المهري (مقيم في لندن) وطالب المولى (الكويت) ومحمود العلي (عراقي مقيم في لندن) وعلي شعبان (السعودية) وبلال الحسن (السعودية) وجعفر البحراني (السعودية) وعلي إبراهيم الرمضان (السعودية) ورائد قاسم (السعودية).