انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان السبت (8/11) أعمال ندوة عربية تحت عنوان الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها على أسواق المال والاقتصاد العربي ، وتستمر أعمال الندوة ليوم واحد، بمشاركة عدد من الخبراء الاقتصاديين و المراقبين العرب. وتناقش الندوة التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، في الأردن، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، عددا من أوراق العمل، التي تبحث في أسباب الأزمة المالية العالمية و جذورها وسماتها و تداعيتها، والحلول التي طرحت لاحتوائها، وخطط الحل. كما تناقش تصورات وإجراءات الحماية طويلة الأمد للاقتصاد العربي والدولي. وانتقد المهندس معاوية ظبيان، رئيس مجلس إدارة بيت المال، في ورقة عمل قدمها تحت عنوان الأزمة المالية الدولية أسبابها وأبعادها وسماتها ، الأداء المالي والاقتصادي الغربي، الذي حمله المسؤولية الأكبر في كل ما جرى. معتبرا أن الغرب استخدم جميع الأدوات المالية لتنظيم واستغلال العالم لصالح اقتصاده ، مشيرا إلى أن الغرب نجح في ذلك لعدم وجود اقتصاد منافس غيره بالعالم وكانت المنافسة فقط بينه وبين النظام المالي الشيوعي . ورأى ظبيان، أنه بعد انهيار النظام المالي الشيوعي دخل النظام الرأسمالي الغربي في مرحلة جديدة هي الرأسمالية الإقطاعية بما فيها من الاحتكار والاستغلال وعدم المنافسة . وأوضح ظبيان، في ورقة عمله، الأدوات المالية التي استخدمها الغرب من بداية سبعينيات القرن العشرين، لصالحه، وهي فك الدولار عن الذهب، وصعود سعر الذهب والمعادن ومن ثم انخفاضها بشكل كبير جدا، إضافة إلى تسعير النفط والمعادن بالدولار. كما اعتبر أن تعظيم ما بات يعرف باسم حقوق الملكية الفكرية هو أحد أدوات احتكار السوق التي استخدمها الغرب لمنع العالم من الحصول على مكتسبات احتكارية .. وتحولت قوانين الملكية لخدمة شركات غربية . واقترح ظبيان، أن تعدل قوانين الملكية الفكرية لتصبح لصالح الأفراد وجنسيتهم الأصلية،وليس للشركات فيما بعد فلا يجوز أن تعمل الهند أو الصين مئتي مليون طالب لكي يخرج منهم 20 ألف مبدع يم يتم استقطابهم إلى الغرب (ليبدعوا ويبتكروا) وتسجيل براءة الاختراع باسم الشركات الغربية . كما اعتبر الظبيان، أن معايير منظمة التجارة العالمية، ما هي إلا محاولة للتهرب من الالتزامات المالية والضرائبية للدول ذات الاقتصاديات الأقل، بما فيها مناطق التجارة الحرة. وتحدث الدكتور يوسف اليوسف، أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمارات، عن تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاديات العربية، مشيرا إلى أن تلك التداعيات ستكون كبيرة وخطيرة، وأوضح أن لدول الخليج العربي أرصدة في المصارف الغربية، تزيد على تريليون ونصف التريليون دولار، كما أن النفط الخليجي يسعر بالدولار، إضافة إلى ربط قيمة العملات الخليجية، عدا الكويت، بالدولار الأمريكي. إلا أن اليوسف، استبعد انهيار النظام الرأسمالي الحالي، معتبرا أن هذا النظام يحمل عوامل قوة، هي الحرية والتقدم التقني، وتوفير بيئة منافسة وفق ما يرى. ويتوقع أن يصدر عن الندوة، عدد من التوصيات والنصائح المقدمة من قبل الخبراء الاقتصاديين والمراقبين العرب، ستركز على حماية الصناديق السيادية العربية، إضافة إلى أفكار حول تحصين النظام المالي العربي، وسبل مساعدته على التخفيف من آثار الأزمة عليه.